وهلاك الخلق إنما هو بهم فكان حقا عليه أن لا يقبل الشر من أحد إلا إذا حصل له العلم بذلك وإلا كان كرة في أيديهم فيهلكون به من شاءوا من عباد الله من غير موجب شرعي نعم العاقل من عقل عن الله ما يفعل إذا علمت هذا علمت أن الأمور نسبية الأمثال فالأمثل وإلا فأن نظر إلى العصر الأول فتجد أهل الطاعة منا كأهل المعاصي منهم غير أنك إذا نسبت من كان من أهل الزمان الأول والزمان الأتي إلى زماننا هذا فتجده أولى من غيره والأمر اعتباري وإلا فالظلم قد عم والجهل قد انتشر والبدعة قد صارت سنة والسنة قد صارت بدعة والحكم لله الواحد القهار ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العلمين فيالله وتالله مثلي لا يصلح بهم ولا للاجتماع معهم إذ لا دين لنا نتحصن به وأما هذا الرجل ومثله في محل الرفعة والتعظيم أن تعلق بمثلنا فيربح قطعا إذ من خذل من الأمراء لا يلتفت إلى أهل الخير بل يعدونهم كالهباء المنثور الحمد له على مثله فالله يحفظنا وإياه من كل حسود وأذاقه ما أذاق أصفياءه لأنه على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير ، يؤتي الملك من يشاء بالتصريف ، ويعز من يشاء بالتعريف ، ويذل من يشاء بالتسويف ، بيديه الخير من غير وجوب ولا إيجاب ولا تخويف.
تنبيه آخر قال شيخ شيوخنا سيدي أحمد بن ناصر ما نصه فائدة قال الشيخ محمد بن علي شارخ الشقراطسية ناقلا عن البكري ويذكر أن تفسير طرابلس بالعجمية ثلاث مدن قال وعلى مدينة طرابلس سور ضخم جليل البناء وهو على شاطئ البحر وبها أسواق حافلة وحمامات كثيرة فاضلة وفيها رباطات كثيرة يأوي إليها الصالحون ومرساها مأمون من أكثر الرياح ومدينة طرابلس كثيرة الثمار والخيرات وبها بساتين جليلة في شرقيها ويتصل بالمدينة سبخة كبيرة يرفع منها الملح الكثير ومن طرابلس إلى جبل نفوسه ثلاثة أيام وذكر الليث ابن سعد قال غزا عمرو بن العاص مدينة طرابلس سنة ثلاث وعشرين حتى نزل القبة على الشرف من شرقيها فحاصرها
صفحه ۱۸۲