رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه
رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه
ژانرها
فيا ليت شعر أبي العلاء أكان هذا آخر ما قال، فهو عنده القول الفصل في الشهادة للقوة والسيف، أم تراه عاد فنقض ذلك وبه استحق بالنهي عن حمل السيف أن يهز أخو السفاسق ليضرب به؟ ما أحسبه إلا قد خسر في هذا التحدي حياته؛ إذ طالما قال: لا تحمل سيفا ولا تمسه، وما إخال تلك النغمة القوية هي آخر نغماته.
وفي كل حال فهذا التحدي الثائر المسرف في الدعوة إلى السيف صادر من ذلك الذي حرم الحيوان شطرا من عمره، واحتج لذلك مجادلا في الرسائل المتبادلة بينه وبين أحد أبناء عصره: هبة الله بن موسى بن أبي عمران داعي الدعاة بمصر، فكانت حجته في شعره هي حجته في نثره متدافعة متقابلة.
فقد احتج في شعره لما رأى من تحريم الحيوان - بما أسلفنا - من أمر صحته ونظام طعامه وقال:
أفدت لهجران المطاعم صحة
فما بي من داء يخاف ولا حبن
16
2: 324
ولعله لهذا قد تمنى ترك الأكل جميعا فقال:
من لي بترك الطعام أجمع إن
الأكل ساق الورى إلى الغبن
صفحه نامشخص