رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه
رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه
ژانرها
هذه آراء لأبي العلاء لعلها هي التي بها اشتهر، وهي خطوط صورته عند الناس، وإنها - كما قدمنا - لآراء في الفلسفة العملية الإنسانية متصلة بحياة الإنسان أشد الاتصال وأقواه، فهل ثبت أبو العلاء على هذه الآراء؟
لننظر قبل الإجابة عن هذا السؤال إلى صورة الرجل من جانب آخر على الترتيب الذي اتبعناه في عرض جانبها الأول ... فأما:
زهد أبي العلاء
فقد أرانا فيه أكثر مما يرينا ناسك في شعاف جبل، وأشهدنا أفضل ما وصفت به أوائل الرهبان ورءوس المتصوفة، فلنجل معه قليلا نقلب من دواوين أدبه صحفا أخرى ... فهذا هو في الغفران (167) ينتقص الزهد فيقول: «وما علمنا هذا
1
النسك موفيا ولا في الأسباب الرافعة مرقيا، والعالم بقدر عاملون أخطأهم ما هم آملون ...» وفي موضع آخر من هذه الرسالة - 182 - يعلن يأسه من النسك إذ يقول: «ولا عنده عن الجبلة، يريد المتنسك أن يصرف حبه عن العاجلة وليس يقدر على ذلك، كما لا تقدر الظبية أن تصير لبؤة، ولا الحصاة أن تتصور لؤلؤة، يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين.» كما أنه في شعره يعلن أنه لا يجد النسك فيبغيه ويقول:
والنسك لا نسك موجود فنبغيه
فعد عن فقهاء اللفظ مراق
2: 122
وما في عالم الأرض زاهد ولا الرهبان أهل الصوامع:
صفحه نامشخص