كانت عدة ضياع من أوقاف الخليل - عليه الصلاة والسلام ! - قد دخلت في الأقطاع، فأمر بارتجاعها، وعوض الأمراء عنها، ثم وقف وحبس القرية المعروفة بإذنا عليه وقفة صحيحة شرعية وأثبته عند الحكام، وسیر نسخ كتاب الوقف لتكون نسخة عند شيخ المقام، ونسخة في مودع الحكم العزيز بدمشق.
المدرسة السعيدة بين القصرين :
كان الابتداء بعمارتها في ثامن شهر ربيع الآخر سنة ستين، وتنجز بابها ودهلیزها وایوانها وكتاب السبيل في أواخر شعبان من السنة المذكورة ؛ ولم يشرع في بنائها حتى رتب أمور أوقافها، وكتب إلى الأمير جمال الدين ابن يغمور بأن لا يستعمل فيها أحدة إلا بأجرته .
ذکر بناء حصن الجزيرة :
كان السلطان الشهيد الملك الصالح قد اختارها، وانفق فيها الأموال، وجاءت من أحصن الحصون، فهدمها الملك المعز لا لغرض، ولا أصلحة، وأباح رخامها، وأصنافها للناس ؛ فرسم السلطان للأمير جمال الدين بن يغمور بالشروع في عمارتها، فأصلح قاعاتها المستهدمة، ورتب فيها الجاندارية، وأعادها إلى ما كانت عليه من الحرمة، وفرقت الأبراج على الأمراء، ورسم أن يكون برج الزاوية للأمير سيف الدين قلاون الألفي، وثانيه للأمير
والأمير بدر الدين بيسري الشمسي برج الزاوية الغربي، والأمراء بر جا بر جا، وتكون اصطبلاهم والبيوتات فيها، وتسام المفاتيح لهم.
صفحه ۹۰