213

رود زاهر در سیره پادشاه ظاهر

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

مناطق
مصر
امپراتوری‌ها
ممالیک

وفي ثالث ذي القعدة توني كر مون أغا. وفي ثامنه أنعم على أمراء دمشق وقضاتها، وأرباب المناصب بالتشاريف. ولما استقر السلطان بدمشق نظر في أمر جامعها، ومنع من مبيت الفقراء به، وأزال صناديقهم التي كانت ضيقت الجامع ؛ ووسعه للمصلين، قال الله تعالى : وفي بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه ". قال العلماء : « تغلق فلا تفتح إلا أوقات الصلوات ».

وفي عاشر الشهر جلس الأتابك مع الأمير جمال الدين لكشف ظلامات الناس، والتوقيع على القصص بدار السعادة. وتوجه السلطان إلى عذراء وضمير متصيدة، وما أحضر أحد صيدة إلا خلع عليه السلطان حتى الغلمان والسوقية، وفرغت الخلع فأطلق لهم دراهم.

وفي ذي القعدة جمع السلطان أهل البلاد، وطلع الجبل الذي عند جرود، وصحبته الأمراء، وكان يوما شديد الحر، واشتد العطش، فكاد الناس يهلكون فدلهم شخص من الجبلية على عين ماء جارية لكنها يسيرة النبع، فوقف السلطان عندها، وصار يسقي الناس بيده، وهذه كرامة، وما أحقه بقول الشاعر :

والله لولا الخوف من

ه مهابة أمسي يزار

ثم ضرب حلقات صيد فعمل مؤلف السيرة :

يا أيها الملك الذي

فيه العقول غدت تحار !

يا من إليه بفعل ما

يرضى الإله غدا يشار !

بالله قل لي، هل دم

يجريه سيفك أم بحار ؟

وهل الخيول لها مس

ير تحت سرجك أم مطار؟

صفحه ۲۶۴