موقف الغاصة والعامة من تسلطن ططر ولما إختمدت نار الظلم من الطريقة الرقيعة ، ونادى مؤدن العدل ، جاء الحق بمنعته المنيعة ، قام هذا الملك لإقامة أركان الشريعة ، عازما لإحياء موات الدين وحازما جفظ وظبط متين ، ناويا فى ذلك بأحسن النيات ، في خصيل فعل الخيرات ، متضرعا الى الله وداعيا ، والى سبيل الهدى راجعا وساعيا ، وكان ذلك بمجمع العلماء والقضاة وخليفة المسلمن وسائر الأمراء وعساكر الموحدين ، وإستدعائهم منه قبول هذا المنصب الشريف ، والركوب على هذا المنيف ، وتكرر منهم فى ذلك السؤال والخطاب ، حتى أجاب بعد زمان بأحسن جواب ، وكانت الإجابة عليه واجبة الللزوم ، لتعينه لذلك باختصوص والعموم ، وكأن ذلك بدمشق اخروسة التى هى بهجة الشام ومقر اختلفاء والملوك والأعلام ، ودار الأنبياء والأولياء ، ومقام العلماء والأصفياء ، مدينة ليس لها نظير فى الربع المسكون ، مزينة ببامع لم تر مثله العيون ، فى نهار اجمعة سيد الأيام ، بالآثار الواردة من سبيد الأنام ، الذى ساعاته أفضل الساعات ، وأوقاته أكرم الأوقات ، التاسع والعشرين من شعبان المكرم بين المسلمين ، من سنة أربع وعشرين وبماثمائة من هجرة سيد المرسلين ، فعند ذاك إرتفعت الدعوات ، وضجت الأصوات من كل اجهات ، فكان الناس حينئذ كاحجيج تلبى في عرفات ، شكرا لما بعث الله تعالى إليهم بملك ينظر فيهم بالعدل والإنصاف ، ويرفع من بينهم الظلم والإعتساف ، وتباشروا على هذا اخخير العظيم والفضل اجسيم ، فاصبجوا وهم شاكرون بالفرح والسرور ، وداعون لهذا الملك بالبقاء واحبور ، ووصل اختبر بذلك الى القاهرة يوم الأحد التاسع من رمضان المعظم ، وفرح الناس بهذا اختبر المفخم ، ودقت الكوسات للبشائر ، وفرحت الأمراء والعساكر ، وأصبح أهل الديار المصرية في فرح
صفحه ۱۳۵