نقصوا إن الظالم ينتظر العقاب والمظلوم ينتظر النصر ووقع المأمون في قضة متظلم على عمرو بن مسعدة يا عمرو ، عمر نعمتك بالعدل ، فإن اجور يهدمها نصرة المظلوم والسلطان أقدر الناس على كف الظالم ونصر المظلوم ، وقد روى السلطان والإسلام أخوان لا يصلح واحد منهما إلا بصاحبه ، فالإسلام أس، والسلطان حارس ، وما لا أس له متهدم وما لا حارس له ضائع وروى الترمذى بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم أحب الناس الى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا إمام عادل ، وأبغض الناس الى الله وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر وردى أبو نعيم بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم يوضع للمقسطين يوم القيامة منابر من لؤلؤ بين يدى الرحمن بما أقسطوا فى الدني وروى أيضا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال عدل ساعة خير من عبادة ستن سنة قيام ليلها وصيام نهارها ، وجور ساعة فى حكم أشد من معصية ستن سنة .
وقد قيل العدل أقوى جيش والأمن أهنأ عيش ، العدل ميزان الله فى الأرض ، من عدل فى حكمه ، وكف عن ظلمه ، نصره أحق ، وأطاعه الخلق .
صفحه ۱۱۷