وكيف لا يستحق السلطنة وهى متعينة عليها أم كيف إخرف عن سلطنته من كان في قلبه حسد عليه ولم يفعل ذلك الا من هو قليل الدين بل عديه السادس من كونه متصفا بالعدل ، وشاهد ذلك ما صدر منه في أحكامه منذ مات الملك المؤيد ، فأنه لم يصدر منه الا كل حكم يضرب به المثل بين العباد في البلاد ، وهو ظاهر لكل أحد لا يحتاج الى بيانه ويدل على ذلك ما صدر من أحكامه في أيامه إمرته فى نيابته عن السلطنة ، وفى أيام حكمه على المماليك وغيرهم ، فإنه لم يشتهر عنه مد كف ال أخذ شىء ولا ميل الى ظلم وكان جرر القضايا إذا وفعت عنده أحسن من كشير من القضاة ، ويفضلها على الوجه الشرعى من غير ميل الى أحد في ذلك وغير إلتفات الى الدنيا ولو كانت شيئا كثيرا ، ولو شاهدت ذلك مرارا عديدة ، فإنه كأن يهرب من باب الرشوة والبرطيل كما يهرت أحد من النار ، والسابع من كونه متفقدا أحوال الناس فإنه كان يفعل ذلك من إمرته ، وذا يدل على إنه يفعل أكثر من ذلك في سلطنته ، لكثرة قوته على ذلك ، ويسطة يده بقلاف الإمرة الشامن من كونه سخيا فإنه فى حال إمرته ما كان يبقى شيئا حتى كان لا يسلم من الذين ، ويزداد ذلك في سلطنته لسعة يده ويسطة دنياه والتاسع من كونه حريصا على إقامة الطاعات ، وشاهد ذلك أن كل أحد يشهد بذلك لكون أوقاته معمورة بتلاوة القرأن ومطالعة الكتب واخالسة مع العلماء وأهل الخير والعاشر من كونه مجتنبا عن المعاصى التى تلوت الأعراض ، وشاهد ذلك إنا من مدة مديدة ما شاهدنا منه شيئا يشينه في دينه ولا سمعنا أحدا قال شيئا من ذلك
صفحه ۱۰۶