تلك المدن لأهمية موقعها التجاري. وفي القرن الثاني والثالث عشر تولع أهلها بإقامة شعائر الدين المسيحي فتفننوا في بناء الكنائس والبيع حتى صارت لهم اليد الطولى في إتقان المباني، كما يدلك عليه الكنيسة الكبرى التي وصفتها آنفا، وفي القرن الرابع والخامس عشر أزهرت فيها صناعة التصوير، واشتهرت مدرستها في تلك الصناعة اشتهارًا عجيبًا، وفي القرن السادس عشر أخذت كلونيا في الانحطاط شيئًا فشيئًا، ونزل بها الفرنساويون سنة ١٧٩٤م واستولت عليها البروسيا في أواخر سنة ١٨١٥ في الحرب الشهيرة
المسمّاة بحرب الحرية وقد ذكرتها في الرحلة البرلينية. وحينما سَلَّ الصبحُ من غمد الظلام سيفه، وفتح الأفق عن حدقة الشمس طرفه، هزتني أريحية الآمال إلى السير والترحال، فامتطيت الرين في باخرة ماخرة.
يشق حَباب الماء حيزومُها بها ... كما قسم التربَ المفائلُ باليد
فنَهَرت بنا تتثنى، ونحن بدلالها نتغنى، وقد بسط الربيع على الشواطئ بساطه الأخضر، وخلع عليها ثوبه الأزهر.
وبساط الربيع أخضر قد ... حامَ به الرين حاملًا أطرافه
1 / 330