اسمعي يا بنية فهي الحقيقة التي لا تدفع. ولكن ما بالك تتلونين وترتجفين، تشددي وأظهري القوة ودعي الرقة واللين، واتركي هذا الخائن الغادر الذي نكث الوداد والعهد، بعد أن وعدني وأقسم بأنه يكون لك قرينا من غير بد. لقد كنت أحسبه من سلالة الآلهة في المجد والكرم فإذا بي أجده خائنا ساقط العهد والذمم. إذن؛ فلنحتقره كما احتقر مقامي ومقامك، وإياك أن يطلع منك على حبك وغرامك. بل اقطعي أملك من الزواج، وها أنا ذاهبة لأعلم أباك بحقيقة الخبر، وإني قد أعددت كل شيء فاستعدي إذن للرحيل والسفر (لإريفيليا)
وأنت أيتها الأميرة لا تهتمي في أن تتبعينا، بل نحن سنتركك في يد أقوى من أيدينا، فلا تحسبي أنني جاهلة حقيقة أمرك، بل أنا أعلم أن حضورك لم يكن إلى الكاهن بقصد اكتشاف سرك.
الجزء الخامس
إيفيجنيا - إريفيليا - دوريس
إيفيجنيا :
في أية حيرة وحزن تركني هذا الكلام؟! كيف عدل أشيل عن زواجي وخلفني في أشد الآلام؟ يا رب ماذا أصنع؟ أأرجع أدراجي إلى بلادي أم أنت تقصدين هنا غير كلكاس لتعذبي فؤادي؟
إريفيليا :
سيدتي، لا أفهم ما تقصدين.
إيفيجنيا :
لو قصدت يا خائنة لكنت تفهمين. ويلاه! أيحرمني الدهر قريني وتتخلين عني وتتركيني أنت التي أبيت المقام في مسينا بعدي؟ كيف ترضين بالمقام هنا وأنا أرجع وحدي؟!
صفحه نامشخص