إنني مثلك يا أغاممنون أب شفوق يسهل علي أن أجعل نفسي مكانك، وأن أصور لها مصائبك وأحزانك، ومعاذ الله أن ألومك على بلائك، بل أنا أكاد أبكي رحمة لبكائك، ولكن أنت تعلم أن الآلهة أمرت بذبح بنتك على لسان الكاهن، فإن تأخرت بها شهر أمرك بين الناس، وقالوا بأنك خائن، فأسرع بما تقول لك الآلهة، وابك على ابنتك ما جاد جفنك بالبكاء، وانظر في عاقبة أمرك، وتصور ما يعده لك القتال من المجد والعلاء، وأنك ستخلص هيلانا من يد خاطفها وتفتح ترواده على رحى الحرب وأنهر الدماء، ثم تعود بهذه المراكب مكللة بالزهر وأنت متوج بالانتصار ومسربل بالمجد والفخر، فيكون لك صيت كلما مر ذكره يحلو، وانظر عند ذلك أيرخص دم ابنتك أم يغلو؟
أغاممنون :
إليك يا عولس عني؛ فقد بلغ بي الحزن والبلاء، وها أنا خاضع لله فافعل ما تشاء واذهب فسأتبع بك ابنتي إلى مذبح الدماء، ولكن اجهد في منع الكاهن عن الإباحة والإفشاء، وساعدني على كتمان الأمر لنبعد أمها عنها؛ فإنني أخاف عليها منها.
الفصل الثاني
الجزء الأول
إريفيليا - دوريس
إريفيليا :
لندعهما يا دوريس ونخرج عنهما الأم بين يدي قرينها والابنة لدى أبيها، لندعهما في سرور دائم ولأبق أنا في هم ملازم.
يا دهر جرت بقلبي
فاكفف عذابي وحبي
صفحه نامشخص