١١ - ومنهم المفوضية زعموا أن الله خلق الدنيا ففوضها إلى محمد ﷺ وأباح له كل شيء فيها وزعم بعضهم أنه فوضها إلى علي ﵁.
١٢ - ومنهم الإسماعيلية يقولون بباطن القرآن دون ظاهره. زعموا أن الباطن من الظاهر بمترلة اللب من القشر ومن تمسك بالظاهر ابتلي بالمشقة في امتثال الأوامر واجتناب النواهي، والتمسك بالباطن يفضي إلى ترك العمل بالظاهر، فاستباحوا المحرمات وتمسكوا بقول عز من قائل: ﴿فضرب بينهم بسور له بابٌ باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب﴾ (١) وزعموا أن الأنبياء المتكلمين بالشرائع سبعة: آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ﵊ ومحمد المهدي فعدوا المهدي من الرسل. وأصل دعوتهم إلى إبطال الشرائع والتشكيك في الأحكام؛ يقولون: لم تقضي الحائض الصوم دون الصلاة ولم وجب الغسل من المني دون البول ولم فرضت في بعض الصلوات أربع ركعات وفي بعضها ثلاث وفي بعضها ركعتان؟ ويؤولون الشرائع فالوضوء موالاة الإمام والصلاة هو الرسول. ويتمسكون بقوله تعالى: ﴿إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر﴾ (٢) والاحتلام إفشاء الأسرار إلى غير أهلها والزكاة تزكية النفس بالمعرفة والكعبة محمد والباب علي والصفا محمد والمروة علي والأشواط السبعة في الطواف موالاة الأئمة السبعة والجنة راحة الأبدان عن مشقة التكاليف والنار مشقة الابدان بمعالجة التكاليف. ولهم خرافات كثيرة بمثل ما ذكرنا. ويزعمون أن الله ليس بموجود ولا معدوم وليس بعالم ولا جاهل وليس بقادر ولا عاجز. ولما ظهر الحسن بن محمد الصباح جدد الدعوة نيابة عن الإمام الذي لا يخلو زمان عن وجوده بزعمهم، وأصحابه ينهون العوام عن الخوض في العلم مطلقا والخواص عن النظر في الكتب المتقدمة لئلا يطلعوا على فضائحهم. ويتشبثون بأذيال الفلاسفة ويستهزؤن بالشرائع.
١٣ - ومنهم الزيدية ينتسبون إلى زيد بن علي زين العابدين ﵄. وهم ثلاث فرق: الجارودية يقولون بالنص الخفي على إمامة علي ﵁ ويكفرون الصحابة بترك متابعته بعد النبي ﷺ، والثانية السليمانية يقولون إن الإمامة شورى بين الناس وأبو بكر وعمر ﵄ إمامان ولكن الناس أخطأوا في بيعتهما مع وجود علي ﵁ ولا يجعلون هذا الخطأ فسقا ويكفرون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ﵃، والثالثة التبرية وهم يوافقون السليمانية في جميع ما ذكر إلا أنهم توقفوا في عثمان ﵁. وأكثر الزيدية مقلدون في الأصول للمعتزلة وفي الفروع للإمام أبي حنيفة ﵀ إلا في مسائل معدودة.
_________
(١) الحديد: ١٣
(٢) العنكبوت: ٤٥
1 / 3