((وإنما أراد -والله أعلم- كما يرفع في الاستسقاء فإنه روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء.
وفي رواية أخرى عن حماد قال: فقال: هكذا ومد يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض حتى رأيت بياض إبطيه)).
والعجب من المنكر كيف تمسك بهذا الحديث المؤول، ويترك الأحاديث التي عليها المعول؟
أم كيف ذهل عن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي ظهرت، وسارت في الأمة وانتشرت من أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا رفع يديه، وبوب الأئمة في كتبهم عليه، فقال أبو عبد الله البخاري في ((صحيحه)).
باب رفع الأيدي في الدعاء
وقال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم رفع يديه ورأيت بياض إبطيه.
وقال ابن عمر -رضي الله عنهما-: رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه وقال: ((اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد)).
وقال الأويسي: حدثني محمد بن جعفر عن يحيى بن سعيد وشريك أنهما سمعا أنسا -رضي الله عنه- يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ((أنه رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه)).
وما علقه البخاري عن أبي موسى -رضي الله عنه- مختصرا وصله في ((صحيحه)) فحدث به عن محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال:
صفحه ۳۵۸