بسبب الإعراض عن الطريق المشروع، فيقعون في البدع، فيقع فيهم الخلاف» (^١) اهـ.
وقد كان للمؤلف ﵀ نشاط كبير في تصحيح عقائد الناس والتحذير من البدع، وكشف تلبيساتهم على العوام، فوقع بينه وبين كثير من الصوفية على اختلاف طرقهم ومذاهبهم: نزاعاتٌ ومناظراتٌ وردود كثيرة، سواء في دمشق أو إبَّان إقامته بمصر (بين سنتي ٧٠٥ - ٧١٢)، ومن أشهرها ما وقع مع زعيمهم ابن عطاء الله السَّكَنْدري (ت ٧٠٩) ــ تلميذ أبي العباس المرسي (ت ٦٨٦) أبرز أتباع أبي الحسن الشاذلي (ت ٦٥٦) ــ. حتى بلغ الأمر أن استعدى ابنُ عطاء الله السلطةَ في ذلك الوقت على الشيخ، بحجة أنه يتكلم في مشايخ الطريقة. وفي إحدى المرات جمعَ ابنُ عطاء الله أكثر من خمس مئة من الصوفية والعوام، وطلعوا إلى قلعة الجبل حيث نائب السلطنة لشكاية الشيخ، والنيل منه، لكنهم لم يظفروا بطائل (^٢).
وقد كتب شيخ الإسلام سلسلةً من حلقات النقد خصَّصها للصوفية وكتبهم وأفكارهم، فمنها:
- نَقْد كتاب «فتوح الغيب» لعبد القادر الجيلاني. مطبوع.
- ونَقَد «الرسالة القشيرية» في كتابه «الاستقامة». مطبوع.
- ونَقَد كتابَ ابنِ العريف في التصوف «محاسن المجالس» بكتاب مستقل. ذكره ابن رُشيِّق.
_________
(^١) «مجموع الفتاوى»: (١٩/ ٢٧٣ - ٢٧٤).
(^٢) انظر «الجامع لسيرة ابن تيمية» (ص ١٨٢، ٢١٤ - ٢١٥، ٤٢٦).
المقدمة / 9