قوت القلوب
قوت القلوب
پژوهشگر
د. عاصم إبراهيم الكيالي
ناشر
دار الكتب العلمية - بيروت
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٢٦ هـ -٢٠٠٥ م
محل انتشار
لبنان
ضربت الأمثال به وفيه جميع ذكره وأوصافه لأن الله ﷾ لما تكلم بهذا الكلام وخاطب به المؤمنين كان هو واجدهم وكان حاضرًا معهم وقد سوى الله ﷿ بين المؤمنين في تنزيل القرآن عليهم وبين النبي ﷺ بمعنى من المعاني فقال: (واذكروا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزل عَلَيْكُم مِنَ الكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ) البقرة: ٢٣١ كما قال: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إليْكُمْ كِتَابًا فيهِ ذِكْرُكُمْ) الأنبياء: ١٠ وكذلك قال: (وَأَنْزَلْنَا إليْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلْنَّاسِ مَا نُزِّلَ إليْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل: ٤٤، وقال: (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلْنَّاسِ أمْثَالَهُمْ) محمد: ٣ يعني صفاتهم وقال: ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات كما قال: (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إليْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ) البقرة: ٩٩، وقال ﷿: (وَاتَّبعْ مَا يُوحَى إليْكَ واصْبِرْ) يونس: ١٠٩ ثم قال: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إليْكُمْ مِنْ رَبِّكُم) الأعراف: ٣ وقال: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ) هود: ١١٢ غير أنه سبحانه عمّ الجملة بالبصائر والبيان وخصّ بالهدى والرحمة أولي التقي والإيمان، فمن ذلك قوله ﷿: (هذا
بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) الجاثية: ٢٠: (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلمُتَّقِينَ) آل عمران: ١٣٨، فالموقنون هم المتّقون، والمهديّون هم المرحومون وقد أمرنا بطلب فهم القرآن كما أمرنا بتلاوته. َائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) الجاثية: ٢٠: (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلمُتَّقِينَ) آل عمران: ١٣٨، فالموقنون هم المتّقون، والمهديّون هم المرحومون وقد أمرنا بطلب فهم القرآن كما أمرنا بتلاوته.
وروينا عن نبينا ﷺ أنه قال: اقرؤوا القرآن والتمسوا غرائبه، وقال ابن مسعود: من أراد علم الأوّلين والآخرين فليثوّر القرآن، ومن حديث علي ﵁ عن النبي ﷺ: والذي بعثني بالحق نبيًا لتفترقنّ أمتي على أصل دينها وجماعتها على اثنين وسبعين فرقة كلها ضالّة مضلّة يدعون إلى النار، فإذا كان ذلك فعليكم بكتاب الله ﷿ فإن فيه نبأ ما كان قبلكم ونبأ ما يأتي بعدكم وحكم ما بينكم وبين من خالفه من الجبابرة قصمه الله ومن ابتغى العلم من غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين ونوره المبين وشفاؤه النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يعوجّ فيقام ولا يزيغ فيستقيم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلقه كثرة الرد، هو الذي سمعته الجن فلمّا قضى ولّوا إلى قومهم منذرين فقالوا: يا قومنا (إنا سمعنا قرآنا عجبًا يهدي إلى الرشد) الجن: ١ من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم، وروينا معناه في حديث حذيفة لما أخبره رسول الله ﷺ بالاختلاف والفرقة بعده قال: فقلت يا رسول الله فما تأمرني إن أدركت ذاك؟ فقال: تعلّم كتاب الله ﷿ واعمل بما فيه فهو المخرج من ذلك، قال: فأعدت عليه فقال: تعلّم كتاب الله ﷿ واعمل بما فيه فهو المخرج من ذلك، قال: فأعدت عليه فقال: تعلّم كتاب الله واعمل بما فيه ففيه النجاة ثلاثًا، وعن علي ﵁ قال: ما أسرّ إليّ رسول الله ﷺ شيئًا كتمه الناس إلاّ أن يؤتي الله عبدًا فهمًا في كتابه، وعنه ﵁ أنه قال: ومن فهم فسّر جمل العلم، وعن ابن عباس ﵄ وغيره في قوله ﷿: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة فَقَدْ
1 / 90