وأول هذه الأوصاف أنه منزل, والآيات كثيرة بهذا الصدد ، منها قوله تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ، ولا خلاف في كونه منزلا ، وهذا في حد ذاته يؤكد بأنه محدث مخلوق ، ولو كان قديما لما جاز وصفه بالنزول ، لأن النزول من صفات الحادث المخلوق لا من صفات القديم الأزلي ، بدليل قوله تعالى : (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) وقوله : (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ) ، وقوله : (وأنزلنا من السماء ماء مباركا) ، وفي كل هذه الآيات استخدام كما هو واضح لفظ (أنزلنا) و(أنزل) ، و(نزلنا) ولم يقل خلقنا الحديد والأنعام والماء، ومعلوم أن كل ذلك مخلوق.
أما في قوله تعالى : ( والله أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ) (الزمر :23) ، فقد وصفه الله تعالى - كما يقول الإمام يحيى بن حمزة - ( بخمس من صفات المحدثات ، وصفه بأنه ( منزل ) والمنزل محدث ، لأنه حصل بعد أن لم يكن ، ووصفه بأنه ( أحسن ) ، والحسن من صفات المحدثات ، ووصفه بأنه (كتاب ) ، والكتاب والكتابة والمكتوب من سمات المحدث ، ووصفه بأنه متشابه - أي يشبه بعضه بعضا في جزالة ألفاظه وجودة معانيه ... إلخ - والقديم لايشبه غيره ، وأخيرا وصفه بأنه (مثاني) ، أي يثنى ويكرر معانيه ، هذه صفات للقرأن لا يتصف بها ماهو قديم) (6) .
3- آيات يلزم منها أنه محدث وليس قديما :
* قوله تعالى : ( ومن قبله كتاب موسى ) ( الأحقاف : 12)، وهذا صريح في أنه جاء بعد غيره ، وما تقدمه غيره امتنع قدمه وثبت حدوثه .
صفحه ۶۵