وهذا في الحقيقة لا يعتبر دليلا يمكن الاحتجاج به ، لأنهم بنوه - كما هو واضح - على أساس أن كلامه تعالى هو صفته ومن صفات الذات كالعالمية والقادرية وهذا هو ما قرروه من قبل ، وهو أساس الخلاف بينهم وبين خصومهم ، وما يسعون أساسا إلى إثباته وإقامة الحجة والبرهان عليه من خلال ذلك الاستدلال ، فكيف يكون قولهم ذلك هو نفسه مستندا ....؟!
ومع ذلك فقد أجاب القائلون بخلق القرآن على ذلك بما مفاده - وهو ما أوضحناه سابقا - أن التكلم هو صفته والكلام أثرها ، وليس هو نفسه الصفة ، وأنه عند وصف الله بهذه الصفة لا يقال بأن الله كلام ، وإنما يقال بأنه متكلم ، وما يقال في الأثر من الحدوث ونحوه من الأحكام لا يقال في الصفة .
صفحه ۴۳