ومن المؤسف أن إثباتهم الصوت لله لازال قائما إلى يومنا هذا ، لاسيما في ظل وجود تلك الأحاديث التي أخذوا يعيدون إنتاجها ويتوقفون عندها ، وإليك ما جاء في كتاب معارج القبول المعاصر والمعتمد عندهم والمنتشر بينهم - كما أشرنا سابقا - ناقلا قول (السلف) في التأكيد أولا على أن : ( الصوت - الذي نسمعه - صوت القارئ والكلام كلام الباري فإن الصوت معنى خاص بفعل العبد لا يتناول المتلو المؤدى بالصوت البتة ، ولا يصلح أن تقول هذا صوت قل هو الله أحد ولا يقول ذلك عاقل ، وإنما تقول هذا صوت فلان يقرأ قل هو الله أحد أو نحو ذلك)(4) ، ثم يستأنف بعد ذلك الكلام مباشرة مثبتا الصوت لله تعالى بقوله : ) نعم ، إذا سمع كلام الله ثم جعل منه تعالى بدون واسطة كسماع موسى عليه الصلاة والسلام وسماع جبريل عليه السلام وسماع أهل الجنة كلامه منه عز وجل فحينئذ التلاوة والمتلو صفة الباري عز وجل ليس منها شيء مخلوق ( !!! ( 5 )
والكلام واضح وصريح في إثبات الصوت لله هنا ، فقوله ) حينئذ التلاوة والمتلو صفة الباري عزوجل ليس منها شيء مخلوق ( أي أن الصوت هنا ( التلاوة ) هو صوت الله تعالى !! والمتلو ( الحروف والكلمات ) هو كلامه المؤدى هنا بصوته تعالى ! وهذا وذاك - اللذان يتكون منهما الكلام - صفة الباري ليس منها شيء مخلوق أي أنهما قديمان وقائمان بذاته تعالى !!
صفحه ۴۰