ومن المؤسف أن المعتزلة لم يكونوا مجرد مؤيدين بل كانوا وراء كل ذلك منذ البداية برغم انهم تعرضوا من قبل للإضطهاد والكبت والإرهاب الفكري والقمع السياسي بسبب آرائهم وحوربوا من قبل التيار النصوصي الغالب لاسيما مدرسة أهل الحديث التي عرفت بموقفها العدائي منهم ومن منهجهم والمتكلمين بشكل عام واعتبرتهم أهل أهواء وبدع وعبأت العامة ضدهم ، وقد تعرض الكثير من المعتزلة الذين كانوا محظورا عليهم أن يعلنوا عن آرائهم فضلا عن أن ينشروها - تعرضوا للسجن في عهد هارون الرشيد وقد روي انه أقسم أن يضرب عنق بشر المريسي أحد علمائهم لما بلغه انه يقول بأن القرآن مخلوق بل أن ذلك وقع منه بالفعل بحق أحدهم بسبب هذا القول . حيث روى ابن كثير في تاريخه أن بعضهم قال : " دخلت على الرشيد وبين يديه رجل مضروب العنق والسياف يمسح سيفه في قفا الرجل المقتول ، فقال الرشيد قتلته لأنه قال القرآن مخلوق (1) " .
الهوامش :-
(1) نقلا عن أسد حيدر ( الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ) ج2 ص452 .
صفحه ۴