[رد القائلون بخلق القرآرد القائلون بخلق القرآن]
وعليه قالوا - كما جاء في معالم أصول الدين ص67 - 68 : ) القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ، وهو مكتوب في مصاحفنا ، محفوظ في قلوبنا ، مقروء بألسنتنا ، مسموع بآذاننا ، غير حال فيها ( 7 ) ( ، ومعنى غير حال فيها : أن الكلام الدال غير الكلام المدلول عليه ، وهو ما يؤكده قول الشهرستاني - وهو أحد علماء الاشاعرة - في الملل والنحل 1/96 بأن : ) العبارات والألفاظ المنزلة على لسان الملائكة إلى الأنبياء عليهم السلام ، - ومنها القرآن بالطبع - دلالات على الكلام الأزلي ، والدلالة مخلوقه محدثة ، والمدلول قديم أزلي ، والفرق بين القراءة والمقروء والتلاوة والمتلو ، كالفرق بين الذكر والمذكور فالذكر محدث والمذكور قديم ( (8) .
وقد استدل الأشاعرة على أن الكلام هو الكلام النفسي وليس اللفظي بما مفاده أن المتكلم عندما يتكلم بلغة الألفاظ إنما يعبر بها عن فكرة أو إحساس لديه ويعبر بالكلام اللفظي عما يعتمل في نفسه من أفكار وأحاسيس ، مؤكدين من جهة أخرى بأن الكلام اللفظي محال أن يكون كلام الله الأزلي القائم بذاته لأنه مركب من حروف وأصوات ، وكل مركب حادث ، ويستحيل أن يتصف بالصفة الحادثة .. وهم يستدلون بهذا وكأن فكرة أزلية كلام الله حقيقة مطلقة وثابتة وبالتالي لامناص من القول بالكلام النفسي !!!
] وقد رد القائلون بخلق القرآن بما نختصره في التالي :- [
أولا : إن أبناء اللغة لا يقولون للساكت ، وكذلك للأخرس إنه متكلم مع أن المعاني قائمة في نفسها ، وعندما يتوسل إلى إبراز تلك المعاني من خلال الإشارات فإن ذلك لا يعد كلاما .
ثانيا: إن التعبير بالكلام اللفظي عما يعتمل في النفس أي عن الكلام النفسي - كما عبروا عنه - يعني أن الألفاظ تدل على المعنى الموجود في الذهن ، وهذا في الحقيقة ينطبق على المخلوق أما الخالق فمحال ، وفي ذلك تشبيه له بالمخلوقين .
صفحه ۳۲