وبدأت المأساة بعقدة لتلك المجالس في بغداد لامتحانهم ومناظرتهم والتي يشرف عليها ويعقدها بعد ذلك ابن أبى داود ليتعرض الكثيرون للجلد والسجن وقطع الأرزاق ، وبلغ الأمر حد قتل البعض وقد أجاب منهم من أجاب خوفا ورهبه وامتنع آخرون ومنهم الإمام احمد بن حنبل ،واستمرت تلك السياسة والمحاكمات في عهد المعتصم ثم الواثق وبإشراف من أبي داود قرابة أربعة عشر عاما انتهت عام 232ه ، عرفت في تاريخ الفكر الإسلامي ب( محنة خلق القرآن )بعد أن طالت سنواتها واشتد الأمر فيها على أهل الحديث وطغت مظاهر الاضطهاد والقمع والتنكيل بالعلماء وازداد خلالها سخط العامة ونقمتهم وكراهيتهم للمعتزلة وانعكس ذلك وبشده على موقفهم من فكر المعتزلة والآراء الكلامية ومسألة خلق القرآن بشكل خاص ناهيك عن كونها من المسائل الكلامية التي يصعب عليهم فهمها واستيعابها وإدراك موضوعها الكلامي وهضم أدلتها العقلية ما يجعلهم يرفضونها وينفرون منها فما بالك وقد فرضت عليهم بالقوة وتعرض للجلد والسجن بسببها صلحاؤهم وعلماؤهم من أهل الفقه والحديث الذين هم اكثر ارتباطا بهم وتأثيرا عليهم وانقيادا لهم .
صفحه ۳