الحلقة الثانية :-
لعله من الأهمية بمكان قبل الدخول في الموضوع أن نوضح للقارئ الكريم ، وباختصار معاني بعض المصطلحات الكلامية لارتباطها بصلب موضوعنا وتكررها معنا بعد ذلك .
] القديم والأزلي والحادث [
اتفق علماء الكلام والأصول على أن القدم من صفات الله تعالى الذاتية كالعلم والقدرة ونحوه ، والحدوث من في صفات كل ماهو مخلوق ومحدث
وذلك أن القديم في اصطلاح المتكلمين هو : الموجود الذي لم يسبق بالعدم ( أي ليس مخلوقا ) وما من موجود على هذه الصفة إلا الخالق تبارك وتعالى ، وقد عرفه الإمام يحي بن حمزة عليه السلام بقوله : ( القديم هو مالا أول لوجوده ) .
وعليه فإن القديم هو الله سبحانه وتعالى ، ولا شيء يشاركه في القدم ، ولو شاركه شيء لكان قديما مثله ( لم يسبق بالعدم ) وبالتالي إلها آخر ، وهذا محال بالطبع لأنه ما من اله غير الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له ولا شبيه ، وكل ما سواه فهو مخلوق له ومحدث .
والحادث هو عكس القديم أي الموجود المسبوق بالعدم أو الكائن بعد أن لم يكن (المخلوق) .
أما الأزلي فهو في اصطلاح المتكلمين : ما لا أول له وهو الله سبحانه وتعالى ، لذا فإن القدم والأزلية تشتركان في المعنى .....
صفحه ۱۴