فتذهب «عشتار» وتتسلق أسوار «أرك» الحصينة، وهنالك بعد أن ترتقي أعلى قمة من الأسوار ترسل لعنة من لعناتها الأبدية قائلة: لتكن ملعونا يا غلغامش، أنت يا من أثرت في قلبي الغضب، ويا من قتل الثور الذي أرسلته السماء.
حينذاك يسمع إيباني لعنات الإلهة الغاضبة:
ولما سمع إيباني هذه الكلمات التي تفوهت بها «عشتار»، قطع أوشاج الثور إربا إربا ورمى بها أمامها قائلا: كما غزوته وقهرته سوف أقهرك، وسأفعل بك مثل ما فعلت به.
فتملك الغضب «عشتار»، وبلغ منها الحنق كل مبلغ. أما غلغامش ورفيقه فقد أهديا إلهة الشمس قرني الثور العظيمين، وبعد أن غسلا يديهما في نهر الفرات قفلا راجعين إلى «أرك».
وخرج الناس يحيون البطلين كلما مر بطرق من أطراف المدينة موكب استقبالهما.
أما بقية اللوح فيصف مأدبة أقامها غلغامش؛ ليحيي بها ذكرى انتصاره على الثور «عانو»، ويتلو ذكر بعض أحلام يرويها «إيباني».
أما اللوحان السابع والثامن فقطع وأجزاء، وما حفظ منهما يفتح للوهم والرجم بالغيب في قراءتهما مجالا واسعا. وليس من البعيد أن يكون اللوح السابع متضمنا وصفا للعالم السفلي، كما رواه «إيباني» عن غادة الهيكل «أوخوت»
Ukhut ، وقد خيل له في حلم من أحلامه الكثيرة، وقد لعن «إيباني» هذه الغادة في أحد الألواح؛ ولذلك عجل به القضاء إلى الموت.
ووصف الأرض السفلى في هذا اللوح يشابه وصفا آخر، روي في أصل آخر من الأصول الميثولوجية القديمة عن هبوط الآلهة «عشتار» إلى «حادس»
Hades . وفي الروايتين دلالة على المعتقد القديم في الأرض السفلى:
صفحه نامشخص