وليس لنا أن نزيد حرفا على ما كتب «كانت»، فإن هذه الأسطر القليلة العدد الكبيرة المعنى كافية عندي لأن تكون أكبر مبرر للنحو الذي أنحوه في هذا البحث.
غير أني أرى أن التعقيب على هذا ببحث في حدود المعرفة وتقسيمها، والمبادئ التي أعتقد بصحتها في هذا الشأن أمر ضروري، أقل ما فيه من الفائدة أن يتريث بعده الناقدون في مذاهبهم. وأن يصد بعض الذين يحاولون الذهاب بحرية الرأي في مذاهب وعرة عن غايات أعتقد بأن الوصول إليها خطر مكروه.
على أن «حدود المعرفة وتقسيمها» على مقتضى كفايات العقل الإنساني، إن كان بحثها ضرورة ألجأتنا إليها ظروف الأحوال، فلا أقل من أن نصرح برأينا في أن هذه الضرورة سوف تزول عما قريب، وأن الباحثين سوف يفسح أمامهم مجال القول، من غير احتياج إلى تمهيد وإلى مقدمات، أعتقد أنها كثيرا ما أثرت في لب الموضوعات تأثيرا صرفها عن القصد، وذهبت بها في مذاهب أنحتها عن الغرض الأصلي الذي من أجله وضعت، والذي من أجله أعنت في سبيلها الكاتبون قواهم وعقولهم. وأظن أنني بلغت بهذه الكلمات غرضا لم أجد إلى التعبير بغيرها عنه سبيلا.
حدود المعرفة وتقسيمها على مقتضى كفايات العقل الإنساني1
الكفايات التي هي أظهر من غيرها أثرا في حياة الإنسان العقلية ثلاث، والظاهر أن هذه الكفايات هي الكفايات الأساسية التي تقوم عليها المعرفة وهي:
أولا:
كفاية الاعتقاد.
ثانيا:
كفاية التأمل.
ثالثا:
صفحه نامشخص