وفي يميني صارم قطاع
كأنه من لمعة شعاع
ثم إن المقداد حمل على المياسة وتطاحنا بالرمحين وتضاربا بالسيفين فشخصت نحوهما الأبصار. فلما شاهدته أنه بطل لا يطاق وعلقم مر المذاق، تحيرت في أمرها وأظهرت حيلها ومكرها فلم يعبأ بها، فلما رأت أنه لم ينخدع بكل ما أظهرته من المكر اضطرت إلى كشف البرقع عن وجهها وجعلت تمسح العرق، فرآها المقداد وإذا هي كأنها قالب فضة أسيلة الخد قاعدة النهد معتدلة القد، كحيلة العينين رحبة الحاجبين واسعة المنكبين لطيفة القدمين، كما قال فيها الشاعر:
قد كملت صورة بالحسن كاملة
كأنها طبيبة القناص
قد وخد وثغر واختضاب يد
كالورد والطلع والجمار والثلج
بحسنها شوقت قلبي ونظرتها
كغضة ما ترى في لحظة عوج
ترى من مقلتي عللا
صفحه نامشخص