قیصر زرد: و نمایشنامههای دیگر شرقی
القيصر الأصفر: ومسرحيات أخرى شرقية
ژانرها
وأخيرا يبقى أن أدفع عن نفسي شبهات قد يقع فيها القارئ الذي أفسد فطرته «شبه النقد وأشباه النقاد» الذين استفحل شرهم وزاد إزعاجهم في السنوات الأخيرة. وأول هذه الشبهات أن يتصور أحد أن هذه المسرحيات - كما سبق أن ذكرت - ليست سوى نسيج مصطنع من قراءات ونصوص متفرقة. وأعتقد أن القارئ المتعاطف النقي الفطرة والإحساس سيرد بنفسه على أمثال هذه التصورات عندما يجرب النص ويلمس صدقه. وعلى هذا القارئ أعتمد على الدوام؛ به أثق، وإليه ألجأ من تجاهل النقد الزائف وجهله. ولست في حاجة إلى القول بأن عددا كبيرا من الحكايات والمواقف والشخصيات في «القيصر الأصفر» وغيرها ليس لها أصل بالمرة فيما قرأت من نصوص، وأن أصلها ومنبعها في خيالي وقلبي المهموم بواقعه المصري والعربي الذي لم تعد أزماته خافية على أحد.
والشبهة الثانية التي يمكن أن يقع فيها الظن الحسن أو السيئ هي أن هذه النصوص - وخصوصا القيصر الأصفر - يمكن أن توحي بالحنين إلى القديم أو برغبة المؤلف في «الرجوع إلى الماضي»، ولأن المجال يضيق عن دفع هذا الاتهام، ولأن هذا التعبير الأخير يحمل تناقضه في ذاته؛ فإنني أكتفي باقتباس حكاية قصيرة مأثورة عن حكيم صيني هو هان-في- تزو (من 280-233ق.م.) الذي يعد أعظم حكماء مدرسة المشرعين في الصين القديمة؛
8
فهو يقول صراحة إن الحكيم لا يصح أن يسعى لتقليد القدماء أو السير على طريقهم، أو إقامة أي نموذج أو معيار ثابت يصلح لكل زمان؛ لأن الحكيم الحقيقي هو الذي يعيش عصره ويعرفه، ويصارع مشكلاته. ثم يروي هان-في-تزو هذه الحكاية القصيرة التي تغنيني عن مناقشة المتشنجين من أبناء أمتنا، كما تغنيني عن ترديد كلام المستنيرين من أبناء أمتنا كذلك الذين يقاومون تثبيت مطلق الماضي والقديم في زمن يطالبنا بالتطور والتقدم إلى المستقبل. «كان فلاح من منطقة سونج» «يحرث حقلا يقوم في منتصفه جذع شجرة. وفي يوم من الأيام اندفع أرنب بري عبر الحقل واصطدم بجذع الشجرة، فانكسر عنقه ومات. وترك الفلاح محراثه ووقف بالقرب من الشجرة؛ على أن يتمكن من الإمساك بأرنب آخر بنفس الطريقة. غير أنه لم يحصل على هذا الأرنب أبدا، ولم يجن من ذلك إلا سخرية أهل سونج وضحكهم عليه.» ويعلق الحكيم على هذه الحكاية بقوله: لو أراد أحد اليوم أن يحكم الشعب بنفس السياسة التي اتبعها الملوك القدماء لكان شأنه في تصرفه هذا شأن الفلاح الذي راح ينتظر الأرنب البري بجوار جذع الشجرة.
وأخيرا فليست هذه المسرحيات آخر الأمر سوى محاولات وتجارب أضيفها - ورزقي على الله! - إلى تجارب ومحاولات سابقة، وأقدمها إلى القارئ المتعاطف البصير الذي لن يخذل الإخلاص والصدق أبدا.
القاهرة في شهر شوال 1408ه/يوليو 1988م.
القيصر الأصفر
الشخصيات
المعلم العجوز (لاو-تزو).
الناسك الشاب (مين-كيي-وو).
صفحه نامشخص