قیصر زرد: و نمایشنامههای دیگر شرقی
القيصر الأصفر: ومسرحيات أخرى شرقية
ژانرها
القيصر الأصفر
القيصر الأصفر
ومسرحيات أخرى شرقية
تأليف
عبد الغفار مكاوي
تمهيد
من الشرق يطلع النور، وإليه اتجه الغرب - على حد قول الشاعر والمترجم العبقري و«عاشق الأدب العربي» فريدريش ريكرت (1788-1866م) - كما يتجه القمر الشاحب لضياء الشمس كي يتجلى بنورها ويحدق فيها وجها لوجه. وإذا كان بعض أدباء الغرب قد رجعوا إلى الشرق لينهلوا من منابعه الروحية، ويلقوا بأنفسهم في أحضان «الأم الأولى» للغة والشعر والحضارة، ويحاكوا مواده وأساليبه الفنية والأدبية محاكاة إبداعية؛ فقد آن الأوان لكي يتوجه الشرقي صوب الشرق؛ لعله أن يتعرف على كنوزه، ويحقق يوما ذلك الأمل العسير الذي تلخصه حكمة سقراط ومعبد دلفي: «اعرف نفسك»؛ يتساوى في ذلك الشرق الأدنى الذي لم نقترب بعد من جوهره، ولم نتمثل حقيقته التي تكشف عنها آثاره الفنية والأدبية والفكرية في مصر القديمة وأرض الرافدين، أو الشرق الأقصى الذي لم يزد اهتمامنا بتراثه الضخم عن عدد جد قليل من الترجمات والتعريفات المبتسرة، ناهيك عن تقصيرنا حتى اليوم في دراسة لغاته وآدابه ومدارسه الفكرية دراسة علمية دقيقة، كما تفعل كل البلاد المتقدمة.
وليست المسرحيات التي تلتقي بها في هذا الكتاب مجرد «مسرحة» لمجموعة من الحكايات والنصوص التي اطلعت عليها عن اختيار أو اضطرار - بحكم عملي في تدريس الفلسفة الشرقية - ولا هي محاكاة لأشكال ونماذج من الشعر والحكمة المأثورة عن عالم غامض بعيد (على طريقة ريكرت وبلاتين مثلا في الأدب الألماني)، وإنما هي أحاسيس وأفكار وقيم ومواقف جربتها وعايشتها خلال سباحتي المتواضعة في بحر الشرق، ثم ألبستها ثيابا صينية وبابلية، آملا أن تشف لعين القارئ المتعاطف عن هموم مصرية وعربية تجيش بها نفوسنا. ويكفي أن نتذكر أن «جوته» (1749-1832م) صاحب الديوان الشرقي
1 (1819م) وأول من بدأ حركة الاستلهام الأدبي للكنوز الشرقية بصورة جادة ومبدعة؛ قد عكف على كتابة ديوانه أثناء حرب التحرير الألمانية من طغيان نابليون، وأن الكاتب العربي الذي يحج اليوم إلى حكمة النفس الشرقية يريد كذلك أن يتحرر ويساعد غيره على التحرر من أمراض أصابت النفس العربية بالتشوه ومرغتها في حضيض «الأنا وحدية» والتسلط والانتهازية وسائر «اللاقيم» التي تجتاح ذواتنا الفردية والجماعية، وتدفعها لتدمير نفسها بنفسها؛ ولذلك فإن الاتجاه إلى حكمة الشرق القديم ليست هروبا من محنة حاضر تهدده الكوارث، وإنما هو محاولة للتزود بزاد روحي يمكن - بجانب الإصرار على الحرية والفكر العلمي المستنير - أن يعين على الخلاص منها. •••
والمسرحية الأولى في هذا الكتاب، وهي القيصر الأصفر، ثمرة انشغال طويل بالفلسفة الصينية القديمة المعروفة باسم «الطاوية» أو فلسفة «الطاو» (الطريق) التي تقول بالعودة إلى الطبيعة والحياة في ظل البساطة والبراءة والسكينة والاستغناء، بعيدا عن كل رغبة أو فعل يمكن أن يفسد مجرى الطبيعة ويعوق التوافق والتجانس معها، بذلك يتحد الإنسان ب «الطاو» أو بالأحرى يصبح هو «الطاو»؛ لأنه هو الطريق والمعنى، وهو الحقيقة والأصل والقوة التي تسير الكون، وهو الواحد الأزلي الأبدي الذي لا يوصف ولا يسمى. وقد اقترنت الطاوية باسم الحكيم المؤسس لها وهو لاو-تزو (من حوالي 570 إلى حوالي 517ق.م.). كما ارتبطت باسم الحكيم الذي بعث في أفكارها المجردة أنفاس الحياة، وأضفى عليها من شاعريته المبدعة ومثاليته الحالمة، وهو تشوانج-تزو (من حوالي 369 إلى 286ق.م.).
صفحه نامشخص