137

الواهد الكشفية الموضحة لمعاني الصقات الالهية أكثر عقلا وأغزر علما، ومن السحال أن يخفى عليهم مثل ذلك، وإنما زجروا أصحابهم عن الخوض في مثل ذلك؛ لدقته وغموضته، كما ذموا الكلام على الوحيد المطلق؛ لعلمهم بأن استخلاص الحق من بين فرث(1) التشبيه، ودم التعطيل اعسر جدا، إلا من رزقه الله الفهم عنه؛ فإن غالب الناس لا يتفطتون للغرق بين المقروء والقرآن.

ضاف السلف أن يتزلزل على أصحايهم عفائدهم، فأمروهم بمحافظة الأمر الظاهر، والايمان به قطعأ، من غير بحث عن المعنى، إن قد صح إيمان المؤمنين االه وملاتكته ورسله، وهم لم يروا الله وملائكته ورسله، ورأوا لأصحابهم أن السكوت عن ذلك أسلم، وقالوا: البحث عن ذلك بدعة، وقالوا: لهم اقرؤوه كما ااء من غير كيف، وقولوا: آمتا به وصدقنا.

قال. وهذا لعمري فيه مصلحة عطيمة للعوام. انتهى أما كلام الصوفية في هذا المبحث ؛ فأسحسنه كلام الشيخ محي الدين [76/ب] ضي الله عنه، وها أنا أذكر لك من نقوله ما لا تجده عند غالب الأقران، فأقول بالله التوفيق: اقال الشيخ في الباب الرابع والثلاثين من "الفتوحات" : إنما نزل القرآن كله ليلة القدر، إشارة إلى أن به تعرف مقادير الأشياء وموازينها، وكان في الثلث الآخر منها .[1/642 اقال في الباب التاسع والستين وثلاثمائة: المراد بقوله تعالى: {ما يأنيهم ين ات من ريهم تحدث) [الأنبياء: 2] إنه محدث الإتيان لهم لا الوجود، فهو القديم في العين، حادث في الإتيان، فحدث علمه عندهم حين سمعوه، كما نقول: ادث اليوم عندنا ضيف، ومحلوم آنه كان موجودأ قبل أن يأتي إلينا، وقد جاه الرآن العظيم في مواة حادثة، تعلق السمع بها، وكذلك القهم تعلق بما دلت عليه الكلمات، فله الحدوث من حيث الاتيان، وله القدم من حيث العين أطال في ذلك، ثم قال: ومما يدل على أن الكلام لله عز وجل، والترجمة المتكلم قوله تعالى مقسما إنه) يعني القرآن العظيم (إنه لقول رسوله كريره 41 الغرث : السرجين ما دام في الكرس، "الصحاح (قرث)

صفحه نامشخص