الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية الله التحمن التي [2/أ]، [2/ ب] الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد ان سيدنا ومولاتا محمدا عبده ورسوله إلى جميع المكلفين.
الهم فصل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى ألهم وصحبهم اجمعين، صلاة وسلاما دائمين أبد الآبدين ودهر الداهرين، آمين آمين آمين.
ابعد فقد كان سبق مني تأليف كتاب عيم في الأجوبة عن الأنبياء والمرسلين االصحابة والتايعين، وتايع التابمين إلى عصرنا هذا، وهو سنة إحدى وستي تسعمائة، فما تركت من شيء بلغني أنه نقل عن الأنبياء ومن بعدهم، لا يقبل الأويل عن(1) بعض العلماء إلا وأجيب عنه، وقرىء بحضرة طلبة العلم مرات استسنوه وهر في ملدين صتمين اهذا كتاب ذكرت فيه الأجوبة عن صفات الحق جل وعلا، ورد ما يتوهمه الملحدون، وضعفاه الحال في العلم بحسب مقامي؟ غيرة على جناب الحق جل اعلا أن يتوهم أحد فيه ما لا يليق بجنابه تعالى.
اقد أطلعت عليه بعض العلماء الأكابر فاستحسته، وقال : هذا كتاب حقه أن كتب ينور الأحداق. انتهى اهو صادق فيما قال ، فإن جميع ما فيه إنما منزعه(2) الكشف الصحيح، المؤيد ابالآيات والأخبار، وقواعد المتكلمين، وقد سميته: القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية.
نفع الله به المسلمين أمين.
قد حيب إلي أن أبين لك يا أخي نبذة من شروط من يتصدر للجواب عن (1) كذا في المخطوطات، ولعل الصواب (عند).
(2) المنزع : ما يرجع إليه الرجل من رأيه وأمره وتدبيره. تاج العرومن (نوع)
صفحه نامشخص
القواصد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الإلهية الأمور التي يتوهمها الملحدون والعوام في جانب الحق جل وعلا، فأقول وبال ه الوفيق: ااعلم يا أخي أن من جملة شروط من يتصدر للرد على الملحدين في أيات الصفات : أن يكون متبحرا في جميع علوم الشريعة المطهرة، من تقسير وحديث افه وأصول، وتحو ومعاني وبيان ولغة، عالما يالخلاف العالي والنازل، وبما عليه امهور أهل السنة والجماعة، وما عليه من خالفهم، مطهرا من جميع الذنوبب الظاهرة والباطتة(1)، بحيث لا يكون في سريرته شيء يكرهه الله عز وجل ذلك ليصح له الجواب عن جناب صفات الله عر وجل، ويدخل حضرة الل انعالى، ويعرف آداب أهلها مع الله عز وجل وصفاته، فلا يضيف إلى جانب الحق العالى شيئا، لا يضيفه إليه أهل الحضرة من الأنبياه والأولياء [3/ب] والملائكة.
علم أن من كان في سريرته شيء يكرهه الله تعالى، أو لم يتبحر في علوم االتريعة واللغة، أو كان يجهل شيئأ من مجارات العرب واستعاراتها؛ فلا يصح له ام العلماء بالله، ولا مقام الجواب عن أهل حضرته لعدم دخوله لها اكان سيدنا علي الخواص(2) رحمه الله يقول : من لم يدخل الحضرة فلا يصح الله الجواب عن أحد من أهلها، بل ربما كان جوابه عته كالهجو له، قال: وأمهات ااب الحضرة الإلهية عندي عشرة الاف أدب، وأما فروعها فلا تنحصر.
سمعت سيدي عليا المرصفي(2) رحمه الله تعالى يقول: يحتاج من يريد 1) كيف هذا وقد قال سيدنا محمد : "كل اين آدم خطاه، وخير التطائين التوابون"، اللهم إلا أن ايد الشيخ رحمه الله أن من تاب من الذنب عاد كمن ( دنب له إشارة إلى الحديث الصشهور. واله أعلم 42 علي الخواص : هو علي البرلسي الخواص، أحد العارفين بالله تعالى، كان أمبا لا يقرأ ولا يكتب ع ذلك كان بتكلم على الكتاب والسنة وأحوال القوم ومقاماتهم بكلام تفيس عالي، ويتكلم على واطر الناس ويكاشفهم، توفي ستة (939) (43 علي بن خليل المرصفي الشيخ العالم الصالع المربي، السالك الرباتي ولي الله تعالى ، العارف به ار الدين المرصفي، كان متجمعا ملازما للذكر والعبادة والتواضع والخير، اجتمع عليه الفقرا اصر وصار هو المشار إليه فيها لاتقراض جميع أقراته، اختصر الرسالة القشيرية بكتاب سماه االرد الحذب" وكان يقرىء فيه المريدين. توفي يوم الأحد حادي عشر جمادى الأولى ستة (930)
صفحه نامشخص
الواعد الكشقية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية الجواب عن الصفات إلى كشف تام؛ بحيث يتكلم بالأمور على ما هي عليه في فسها، لا يخالطه في ذلك فكر، ولا إمعان نظر في كتب، كلام](1)، جامعحا بين اميع ما قاله المتكلمون سلفا وخلفا؛ بحيث يدخل حاصل معتمد كلامهم كله في لك الجواب، ولا يخالفه شيء من كلامهم سمعته [3/أ] رضى الله عنه يقول : إذا كان من يجيب عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قل أن يوافق مقامهم على المطابقة، فكيف بمن يتكام على صفات الحق جل وعلا ، الذي لا يحيط الأكابر به علما"1 محت شيخنا شيخ الإسلام زكريا(2) رحمه الله تعالى يقول: يعجب عنلي اعلى العالم بالله عز وجل إذا أجاب الملحدين في جانب الصفات، ورد أقوالهم، أن استشعر المشجل من الحق جل وعلا، ويقول في نفسه: والله لولا الغيرة على جناب الحق جل وعلا من الخوض فمي صفاته تعالى بغير علم ما جوزنا لأمثالنا أن يجيب عن ذلك.
اكان أخي أفضل الدين رحمه الله إذا سمع أحدا يخوض في آيات الصفات.
أخبارها بغير علم يقول : دستور يا ألله آن أجيب هذا الملحد في صفاتك بقدر سحي اكان يقول : يجب على كل عارف أن ينهى إخوانه عن الخوض في معاني آيات االصفات بجهلهم(3) بمعانيها، وهذا النهي واجب ما لم يصل أحدهم إلى مقام الكشف الصحيح اكان سيدي على الخواص رحمه الله يقول : كن مع ربك في حال وجودك كما كنت معه في حال عدمك، قإن جميع الأمور التي تقع في عالم الدنيا وعالم الآخرة 1) كذا في (أ) وقي (ب) : كلامنا. ولعل الصواب (كاملا)، والله آعلم .
2) زكريا بن محمد بن آحمد الأنصاري السنيكي المصري الشافعي، أبو يحيى شيخ الإسلام، الفقيه أصولي المكلم اللغوي، نشأ فقيرا معدما كان يجوع في الجامع الآزهر فيخرج بالليل يلتقط قشور الطيخ فيعسلها ويأكلها، ولاه السلطان قاتيباي الجركسي قضاة القضاة، قلم يقبله إلا بعد إلحاح امراجعة، من مؤلفاته الكثيرة "أسنى السطالب شرح روض الطالب"،"فتح الوهاب بشوح منهج الطلاب" و"غاية الوصول شرح لب الأصول" ولمشرح ألفية المراقي" و"شرح إساغوجي9، توفي سنة 3) كذا في النسختين، وفي هامش (أ): لحله لجهلهم
صفحه نامشخص
الواصد الكشفية الموضحة لمحاني الصفات الالهية م قسمت، ونعوت أجريت، كيف تجتلب بحركات، أو تنال بسعايات، ومع ال ا ا ا ا ا ا ال اقال تعالى: (واتجرى كل نفي يما كسيت) [الجائية: 22] وبما عملت، وقال اعالى في أهل الجنة : (جزله بما كانوأ يعملون) (السجدة: 17]، وقال في أهل النار: ه ا د جزلءا يما كانوأ يايلتا يتخحمدون) [فصلت: 28]، وقال في الحديث القدسي : "إنما هي إلا نفسه" (1) وإن لم يكن ذلك من الحق تعالى حبا وتقريبا فهو ابتلاء وامتحان اليين لعباده صدقهم في دعواهم الأدب معه، أو كذيهم فيه [4/ب].
فمن قال عن شيء من مقدورات الحق تعالى: إنه ناقص، أو لو فعل الحق انعالى خلافه كان أولى فهو كافر، وكأنه ادعى أنه أعلم وأحكم من الله تعالى.
من تمنى غير ما أوجد الله تعالى فكأنه يقول: يارب غير جميع ما سبق في المك لأجل عقلي، وهو جهل وخطأ بإجماع جميع الملل.
سمعت سيدي عليا المرصغي رضي الله عنه يقول : وظيفة العبد في هذه الدار انما هو الاشتغال بالعمل بما أمره به ربه لا غير، وإن اشتقلى بغير ذلك فقد ضيع مره في الباطل، ومن توقف عن العمل بشيء حتى يعلم ماذا أراد الله به فهو اعيف الإيمان، وقد ورد في الصيح مرفوتما: "جفت الأقلام وطويت الصحف"(2) أي : مضت المقادير بما سبق به علم الله تعالى في الآزل، فلا يزاد فيه لا ينقص.
إن قلت: فإذا السعادة والشقاوة لا أول لها؛ لأن العلم الإلهي لا أول له، وإذا (1) أخرجه مسلم في الحديث المشهور (2577) الذي في أوله: "يا عبادي اني حرمت الطلم على اي.. . الخ4، وفيه "إنما هي أعمالكم أحصيها..40، وآخوجه ابن أبي شيية (237/7) عن اسان بن عطية قال بلغني أن القه تبارك وتعالى يقول يوم القيامة يا بني آدم إنا قد أنصتنا لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا فأنصتوا لتا تقرا أعمالكم عليكم فيمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد ارا فلا يلومن إلا تفسه، فإنما هي أعمالكم نردها عليكم" .
2) أحرجه بهذا اللفظ للمطيراني في "الكبيره (12988)، وآخرجه الضياء في "المختارة" (25/10) لفظ "جفت الأقلام، ورفعت الصحفة، والترمدتي (2516) يلفظ: "رفحت الأقلام وجفت الصحف"
صفحه نامشخص
الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ان لا أول للسعادة والشقاوة فما محنى حديث: "والشقي من شقي في بطن أمه"(1) فالجواب [أن])(2) معناه: من سبقت شقاوته عن السؤال عنه وهو في بطن أمه احين يقال: "أشقي أم سعيد"(3) وهذا لا ينافي أن الشقي شقي الأزل، وإنما قال لك ب لأنه أول زمن اشتهار أمره لملائكة التخليق فمن بعدهم، وإلا فلله تعالى أان يظهر على شقاوته أو سعادته قبل ذلك من شاء من عباده، كما تقل عن بعض العارفين أنه كان يقول: لم أزل أعرف تلامذتي وأربيهم في الأصلاب من يوم: الست يرتكم) [الأعراف: 172]، وتقل أيضا عن بعض الأولياء أنه كان يقوم لوالد ايدي إبراهيم المتبولي(4) كلما مر عليه، ثم ترك فقيل له في ذلك، فقال: إنما كنت اقوم لولي كان في صلبه، وقد انتقل الآن إلى بطن أمه . انتهى [4/أ].
اقال بعض أشياخي أيضا: إن أول ما يظهر لملائكة التخليق سعادة عبد أوا اشقاوته من تكوينه في بطن أمه، فهناك يطلع الله تعالى على ذلك الملائكة، أو من ااء الله من الخواص، كما يطلعهم على رزقه وأجله كذلك وهو في بطن أمه ، ولا ارق لأحد ممن ذكر في العلم بسعادة أحد وشقاوته قبل وجوده في بطن أمه؛ لأن لك من علم سر القدر الذي انفرد الحق تعالى بعلمه دون خلقه إلا من ارتضى، الا ملائكة تخليق النطفة في الرحم كيف تستخرج ما عند الله تعالى من علم حال (1) أخرجه الطراني في "الكبيره (3036). و"الصغيره (774)، والبزار (1447)، وقال السيوطي في الدرر المخرة" (ص 12) : رواه الطلبراني في "الصغير4، والبزار بسند صحيح (42 زيادة من المحقق 43 طرف حديث آخرجه اليخاري (6222)، ومسلم (2645) .
44 إيراهيم بن علي بن عمر برهان الدين الأتصاري المتولي ثم القاهري الأحمدي، قدم من بلده متبول العربية إلى صدا فأقام يضريحها مدة ثم تحول إلى القاهرة، ونزل بظاهر الحسينية فكان يدير بها ارعة، وباشر بنقسه العمل فيها من عزق وتحويل، وغير ذلك من مصالحها، سكن زاوية بالقوب درب السياع وصار التقراء يردون عليه فيها، ويقوم بكلفتهم من زرعه وغيره، قاشته آمره زايد خيره، وكثرت أتباعه بحيث صار يخبز لهم كل يوم زيادة على أردب، وهرع إليه الأكاب لا عمن دونهم لزيارته والتبرك به، وتزاحم عليه الناس في الشفاعات، فكان يقوم بها على أكمل جه، توه سنة (877).
صفحه نامشخص
الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية الله عالي ما شامه(1) اي : بظهر من قصاته ما شاء ما سيق به علمه وحكمه، وتحلشت به ارادته.
اكان أبو المظفر السمعاني رضي الله عنه يقول: سبيل معرفة هذا الباب القيف على ما ورد في الكتاب والسنة، دون محض القياس ومجرد العقول، ومن ادل عن التوقيف، فقد ضل وتاه في بحار الحيرة، ولم يصل إلى ما يطمتن به قليه اأه أي : العلم الذي استأثر الله تعالى به، إنما هو من علم سر القدر الذي ضربت اونه الأستار" فلا يعلمه نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فلا تصل إليه علوم الأحكام الله تعالى فيه، وعدم الاعتراض، وإقامة الحجة لنفسه.
اان قال قائل: فكيف قال في حديث مسلم: "فحج آدم موسى" برفع الميم امن آدم، حين اجتمع موسى هو وآدم في السماء، وقال له: "يا آدم أنت أبو اليشر ال لذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، كيف أكلت من الشجرة وأخرجتنا من الجنة؟ فقال له : وآنت يا موسى الذي اصطفاك الله تعالى بكلامه وكتب لك التوراة اده، أتلومني على أمر قذره الله تعالى علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟"(3)، اكيف ساغ لأدم عليه الصلاة والسلام آن يعير عن تقدير الله تعالى القديم بأربعين اسنة مع سعة علم الأنبياء؟
فالجواب: أن مراد آدم عليه الصلاة والسلام أربعون فأكثر، أو أن مراده االأربعين سنة المدة التي ظهر فيها للملائكة التقدير في اللوح المحفوظ ، لا في أم الكتاب الذي هو مكنون علم الله النفسي، ويؤيد هذا ما ورد أن آدم عليه الصلاة والسلام قال: لايا موسى بكم وجدت الله تعالى كتب التوراة قبل حلقي؟ فقال: ااربعين ستة"(4) ، فهذه الرواية مصرحة ببيان المراد بالتقدير، ولا يجوز أن يراد به احقيقة علم القدر، فإن تقدير الله تعالى المقادير لا أول له.
اأما معنى قول تبينا : "فحاج ادم موسى" برفع الميم من آدم كما مر (41 طرف من حديث البخاري ومسلم السايق 2) في (ب) : عقول.
3) اخرجه مسلم (2652) وهو متفق عليه بألفاط أخرى السلام)
صفحه نامشخص
الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية فليس المراد به تشريع إقامة الحجة لنا على ربنا سبمانه وتعالى كما قد يتوهم ات من الكتاب والسنة، من وجوب التوبة والتدم من كل ذنب، وعدم الاحتجا اعلى الله تعالى بأنه قدر ذلك علينا قبل أن نخلق.
ومن هنا قالوا: نؤمن بالقدر ولا نحتج به ، وقد فتح آدم عليه الصلاة والسلام اذا الباب لذريته بقوله: (رمتا طلتتا أنفستا وإن لز تغفر لنا وترحمتا لنكونن من السرين) [الأعراف: 23] فقام بأدب العبيد مع ربهم، مح علمه عليه الصلاة ما عل االسلام بأن ما وقع عليه من الأكل من الشجرة كان بقضاء وقدر، لا مرد له حوأبب أقدر ايأتي إيضاحه في أول الباب الثاني إن شاء الله تعالى، في الكلام على ال السيد آدم عليه الصلاة والسلام، في أكله من الشجرة بعد النهي [5/أ].
فعلم أن أحدنا لو وقع في معصية، وقال هذا: أمر قدره الله علي فه، فلا يجب على توبة منه، فهي حجة داحضة، لا يخرج بها عن اللوم واستحقاق العقوبة، وان كان قوله هذا صدما؛ لأنه يجب علينا أن نؤمن بالقدر، ولا نحتج به .
اقد قلت مرة لشيخنا شيخ الإسلام زكريا رحمه الله تعالى: إن قوله ع مشل فحجح أدم موسى" برفع الميم، يوهم ما لا يخفى من إقامة عذر العبد عند ربه ميع ما يقع فيه من المعاصي لفقال رضي الله عنه : هذا لا يكون إلا لو وقع هذا القول من آدم في كليف؛ لأن من المعلوم أن وقوع هذه المحاجة ما كان إلا بعد موت موسى [6/ب] وذلك الموضع ليس موضع تكليف، حتى يصح اللوم الذي امن موسى لآدم عليهما الصلاة والسلام، ولا لوم على موسى؛ لأنه لا يجهل لك، أما العاصي منا الآن فإنه في دار التكليف، وجار عليه أحكام المكلفين اخلاف آدم عليه الصلاة والسلام، فكأن في وقوع اللوم على أحدنا والزج ح العقوبة زجر لغيره من العصاة.
اقال: ومما يؤيد أن المحاجة المذكورة كانت في غير دار التكليف: أنه اسليم موسى لآدم، وعدم اعتراضه عليه لما احتج عليه بالقدر ، ولذلك ورد مرفو ااذا ذكر القدر فأمسكوا"(() أي : عن الاحتجاج انتهى: (1) أخرجه الطبراني في "الكبيره (1427)، والحارث كما في الزوائد" (742)، وقال الحراقي في ريج أحاديث الإحياء: رواه الطبراني من حديث اين مسحود بإممتاد حسن
صفحه نامشخص
القواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: في قوله : "فسج ادم موسى.
أي : غلب آدم موسى بإقامة الحجة عليه؛ من حيث إن ادم علم بنيه بما قاله لموسى الأدب والتسليم مع الله تعالى في أقداره، فكأنه يقول لموسى: يا ولدي انقلر أولا ال من ناصية العباد بيد تصريف، ثم انظر إلى كسب العبيد، وأقم العذر لهم في الأول باطنأ دون الثاني، وذلك لما كان عليه موسى من شدة الغيرة لله تعالى إذا انهكت حرماته، قأراد آدم أن يخفف عنه بشهود تقدير الله تعالى السابق، وأن من ال ملة كمال الوجود أن يكون فيها طائع وعاصي؛ لتحكم حضرات الأسماء قي أهلها االعز والذل، والنصرة والخذلان وغير ذلك، فالكامل من أقر بكمال الوجود على ما او عليه، من حيث الحكمة الإلهية، وامتثل ما أمر الله به ، وانتهى عما نهى الله قال وفي بعض الكتب المنزلة: أنا الله لا إله إلا أنا، قدرت المقادير، ودبرت الدابير، وأحكمت الصنع، فمن رضي قله الرضى مني حتى يلقاني، ومن سخط فله السخط مني حتى يلقاني. انتهى افي الحديث القدسي يقول الله عز وجل: "إن من عبادي من لا يصلح له إلا القر، ولو أغتيته لقسد حاله، وإن من عبادي من لا يصلح له إلا الغنى، ولو أفقرته اللسد حاله، وإن من عبادي من يصلح له إلا البيلاء، ولو صححت بذنه لفسل حاله "(1). انتهى اياك يا أخي والاعتراض على شيء من أفعال القدرة الإلهية إلا بطريق شرعي ايقبح القييح، ويحسن الحسن عند ذلك تبعا للشارع.
اقد بلغتا أن بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ابتلاه الله تعالى بالفقر اوالجوع والقمل عشر سنين، فكان لا يتهنى بأكل ولا نوم، فكان يشكو حاله إلى ال ه التعالى فلا يعجيبه، فقال: يا رب أما تنظر إلى ما أنا فيه من البلاه، فأوحى الله عز اجل إليه : كم تشكو على حالك؟ مكذا كان بدو أمرك عندي في أم الكتاب قيل أن أخلق الدنيا، أفتريد أن أغير ما سبق في علمي من أجلك؟ أم تريد أن أبدل ما قدرت 41 آحرجه أبو تعيم في "الحلية" (318/8) عن سبدتا أنس رضي الله عته، وقال صاحب "كنز العمال 201/1) فيه صدق ابن عبد الله السمين، ضحفه أحمد والبتاري والتسائي والدارقطتي، وقال أبو ااتم محله الصدق، وأنكر عليه القدر فقط
صفحه نامشخص
الواحد الكشفية الموضحة لمحاني الصفات الللهية عليك، فيكون ما تحب فوق ما أحب أنا، ويكون ما تريد فوق ما أريد، [6/أ] عرتي وجلالي لثن تلجلج هذا في صدرك مرة أخرى لأمحون اسمك من ديوان النبوة(1). انتهى [7/ب].
سمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: من كمال الوجود تفاوته في المقامات وفي الذوات، فمنه الرئيس والمرؤوس، ومنه العامي والعالم، والصالح والأصلح، والطاهر والأطهر، والنجس والأنجس، وكل ذلك كامل من حيث بروزه امن خزانة الجود والفضل، كما أشار إليه الإمام الغزالي(6؛ رحمه الله تعالى بقوله: ايس في الإمكان أبدع مما كان(3)، أي : لا يصح أن يرقى مخلوق عن الحالة التي اق بها العلم الإلهي أبدا، فالنبي نبي في الأزل، والولي ولي في الأزل، والكافر اافر في الأزل، والمنافق منافق في الأزل، والعاصي عاصي في الأزل، وهكذا.
امن قال: إنه يمكن أن يكون في الإمكان أبدع مما كان، يقال له : فهل هذا الإبداع مما كان تضمنه العلم الإلهي آم لا؟ فإن قال: مما تضقنه الحلم الإلهي، قلنا ه:. وهذا عين ما قلناه، وإن قال: مما لم يتضعنه العلم الالهي* قلنا له : هذا محال الزوم الجهل بالأمور في جانب القدرة الإلهية . انتهى وسمعته رضي الله عنه يقول أيضا: قد عم جود الحق سبحانه وتعالى الوجود له أعلاه وأسقله، فلم يخص بجوده وفضله أحدا دون أحد، فالملانكه يستمدون جوده، والأولياء يستمدول من جوده، والمؤمنون يستمدون من جوده، والعصاة استمدولن من جوده، والكفار والمنافقون يستمدون من جوده، كما أشار إليه قوله االى: كلا نيد هكؤلاء وهكؤلاء من عطاء ريلك وما كان عطاء ريلك محظورا ل) الإسراء: 20].
1) لا بخفي عليك أن هذا الكلام إن لم يصح بسند صحيح فهو باطل، ذلك لأن سيدنا محمدا ي عاذم الغقر ومن الجوبع، وقال: "سلوا الله العافية"، وقال: "عاقيتك أوسع لي9. والله أعلم (42 الغزالي: مححد ين محمد ين محمد الغزالي الطوسي، أبو حامد، حجة الاسلام، الفقيه الأصولي المتكلم، أستاد الأساتيذ، الفيلسوف الكبير، والعالم التحرير، رحل إلى تيسايور ثم إلى بغداد الجاز فبلاد الشرام فمصر، وعاد إلى بلدته، من آشهر كتبه: هاحياء علوم الدين و"الاقتصاد في لاعتقاده وامقاصد الفلاسفة" و"تهافت الفلاسفة4، توفي سنة (505ه).
(3) كلمة الآمام الغزالي هذه قد احتلفب العلماء فيها بين مؤيد لها ورافض حتى آلف في ذلك رسائل اها رسالة ليرهان الدين إيراهيم بن عمر اليقاعي المتوفى سنة (885ه) سماها: 8تهذيم الأركان في اس في الإمكان أبدع مما كان".
صفحه نامشخص
القولعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية وسحعت سيدي عليا المرصقي رحمه الله يقول : صدقة الحق تعالى عامة سابخة اعلى جميع عباده، فتارة يتصدق من خزائته بالجواهر مثلا، وتارة بالذهب، وتارة ايالفضة، وتارة بالفلوس، وأعلى ما تصدق به الحق سبحانه وتعالى على عباده هو امد ثم سائر الأنيياء والأصفياء، على اختلاف طبقاتهم، فالأنبياه مثال الجواهر النفيسة، والأولياء متال للذهب، والمؤمنون مثال للفضة، والفلوس مثال لحاة حال عصيانهم، فقد علست آن جوده سبحانه وتعالي مطلي، بحسب ما سيق الحلم، وذلك لانفاقه وتصدقه على عباده بجميع ما قسمه لهم، من التحف الذي(1) في خزائنه.
لان قلت: فما وجه صدقته علينا بالكفارة الحواي: وجه ذلك ما نأخذه من بعضهم من الجزية في الدنيا، وكون أحدنا اطى يوم القيامة كافرا، ويقال له : هذا فداؤك يا مسلم من النار(2)، فاعلم ذلك.
ااياك أن يخطر في نفسك رائحة اعتراض على فعل القدرة الالهية، وتقول: لم لم يجعل الحق تعالى الخلق كلهم سعداء، ولم يحوج المسلمين إلى فداء الانا نقول لك: إن هذا لم يسبق به العلم الإلهي، وما سبق إلا آن يكون الكافر فذداء لتا، فكان ذلك من كمال الوجود، فمسن تمتى غير ذلك فهو من أجهل الجاهلي كمال صنع الله تعالى وتدبيره، وكأنه يقول: يا رب غير ما [8/ب] أبرزته وأبرزه على كذا دون كذا لأجلي.
الفاعلم ذلك يأ أخي واعمل على جلاء قلبك من الصدأ والغبار، حتى تصير ترى اما فعله الله تعالى أحسن مما تطلبه أنت.
اوكان الشيخ محي الدين رحمه الله تعالى يقول: إياكم والاعتراض على شي امن أفعال القدرة الإلهية، فيخشى عليكم الكفر سيأتي في عقيدته [7/أ] أول الباب الآتي قوله رضي الله عنه : اعلم أنه تعالى (1) كذا في النسختين، والأولى (التي)، والله أعلم (42 الحديث أخرجه اين ماجه بلفظ: "دفع إلى كل رجل من السسلمين رجل من المشوكين فيقال هذا ا5 من النار4* قال صاحب "مصياح الزجاجة: إستاده ضعيف لضحت كثير وجبارة، وقد أعله الخاري. انتهى، وأخرجه مسلم (2767) بلقظ : "إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا نصرانيا فيقول هذا فكاكك من التار" وقريب منه عند الإمام أحمد وغيره
صفحه نامشخص
الواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية اع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه، فإن أنعم فنعم فذلك فصله، وإن أبلى فعذب فذلك عدله، لم يتصرف في ملك غيره حتى ينسب إلى الجور والحيف، ولا لا لا ال ال ال ا ال دله اخرج العالم قبضتين، وأوجد لهم منزلتين، فقال: هؤلاء للجنة ولا أبالي، اهؤلاء للنار ولا أبالي، ولم يعترض عليه معترض مناك؛ إذ لا موجود كان ثم سواه، فالكل تت تصريف أسمائه، فقيضة تحت أسماء بلاثه، وقبضة تحت أسماء الال(1).
الو أراد أن يكون العالم كله سعيدا لكان، آو شقيأ لما كان في ذلك من شان كنه سبحانه لم يرد ذلك، فكان كما أراد، فمنهم الشقي والسعيد هنا وفي يوم المحاد ال قلا سبيل إلى تبدل ما حكم به القديم، وقد قال تعالى في حديث فرض الصلاة : "هي خمس وهن خمسون ما يبدل القول لدي"(2) وما أنا بظلام للحبيد: الصرفي في ملكي، وإنفاذ مشيتتي في ملكي، وذلك لحقيقة عميت عنها البصائر، اولم تعثر عليها الأقكار والضمائر إلا بوهب إلهي، وجود رحماني لمن اعتتى اله الى به من عباده، وسبق له ذلك في حضرة إشهاده فعلم حين أعلم أن الألوهية أعطت هذا التقسيم، وأنه من رقائق القديم.
سبحان من لا فاعل سواه، ولا موجود بذاته إلا إياه (والله خلقكز وما تعملون 4 (الصافات: 96)، و9لا يتل عما يفعل وهم يتتلوب ج) (الانبياء: 23]، فلله الحبة البللغة قلو شكء لهدنكم أجمعين) [الأنعام : 149] فما في الوجود طاعة الا عصيان، ولا ربح ولا خسران، ولا شيء من جسيع المتضادات والمختلفات االمتماثلات إلا وهو مراد للمحق، تعلقت إرادته في الأزل بإيجاده.
الو اجتمع الخلق كلهم على أن يريدوا شيئا لم يرده الله تعالى لهم أن يريدوه ما 1) في هامش (أ) : أي تعماله (2) أخرجه البخاري (342) و(3164)، ومسلم (163). وأما قوله : "وما أنا يظلام للعبيد... إلخ قليست من الحديث، والله أعلم
صفحه نامشخص
الواعد الحخفية الموضحة لساني الصفات الانهة أرادوه، أو أن يفعلوا شيئا لم يرد الله تعالى لهم إيجاده، وأرادوه ما فعلوه ولا اسسمتطاعوه؛ لحدم إقداره تحالى لهم عليه ل الكفر والإيمان والطاعة، والعصيان من مشيئته وحكمه وإرادته، ولم يزل اسسحانه موصوفا بهذه الإرادة أزلا والعالم معدوم، ثم أوجد العالم من غير تفكر لا تدبر عن جهل فيعطيه التفكر والتدبر علم ما جهل ، جل وعلا عن ذلك، بل أوجده عن العلم السابق، وتميين الإرادة [9/ ب] المنزهة الأزلية، القاضية على العالم بما آوجدته عليه، من زمان ومكان، وأكوان وألوان، فلا مريد في الوجود اعلى الحقيقة سواه، إذ هو القائل سبحانه: وما تشلمون إلا أن يشلة اللة [الإنسان: 3] وأطال الشيخ في ذلك في "الفتوحات المكية" فراجعه.
وسمعت سيدي عليا الخواص رضي الله عنه يقول: من سوء الأدب مع الل عالى إضافة الصفات التي وصف بها نفسه إليه تعالى، على حذ ما يتعقله الناس، أوا اأويلها بغير ما ورد به صريح الإذن في السنة، إذا وردت في غير إيمان بها على اعلم الله تعالى فيها، فإن العلم لم يضف تلك الصفات إلى ربه، وإنما الحق تعالى او الذي أضافها إلى نفسه على ألسنة رسله، سواء صفات الكمال في العرف، أو ايرها كالاستهزاء والسخرية، والخدام والمكر والتسيان، ونحو ذلك؛ فإن هذه الصفات وإن كانت نقصا فينا، فهي كمال في جانب الحق تعالى.
اكان يقول [8/أ] : من عرف الله تعالى بصفات التنزيه فقط، أو التشبيه فقط هو على النصف من مقام المعرفة، والكامل من عرف الله تعالى من هدين الطريقين، أما التنزيه فهو الأصل، وأما الصفات التي يعطي ظاهرها القرب من افات الخلق؛ فإنما ذلك تنزل لعقول عباده، رحمة بهم ليتعقلوا معالي(، صفاته الا أنهم يضيفونها إليه تعالى على حد ما يتعقلونه؛ فإن ذلك مخدث لا يليق بجنابه ماته وتحالي امن هنا أجمع أهل الكشف والنقل؛ من الفقهاء والمحدثين والأصوليين اغيرهم على أنه لا يخرج أحد عن الجهل المذموم بالذات المقدس إلا بوحي أو شف، وقالوا: كل شيء خطر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك، وقالوا: إن هذا هو عتقاد الجماعة إلى قيام الساعمة، كما سيأتي بسطه في الكتاب في مواضع (1) كذا في (أ) وفي (ب) : معاني. وكلاهما جائز، والله أعلم.
صفحه نامشخص
3 الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية لحم الله من أمعن النظر في هذه الشروط والصوابط الذي(1) ذكرناها قبل اطالعة الكتاب؛ فإنها تعين العيد على طهارة القلب من الآدناس؛ ليستنير قلبه وشرف على ما تيسر له في عالم الغيب، ويصير حجابه كالزجاجة الصافية، فيرى الملائكة والجان من ورائها، فلا يكاد يخطيء فيما يصفهم به من الأحوال؛ بخلاف امن كان باطنه ملطخا بالأدناس؛ فإن حجابه مظلم لا يرى ما خلفه، والله تعالى (1) كذا في المخطوطين، والأولى: (التي) .
صفحه نامشخص
الواعد الكنفية الموضحة لساني الصفات الانهة ال في متحي الحتا اولشرع في مقصود الكتاب، فأقول وبالله التوفيق : بيان(1) جملة صالحة من لاجوبة عما يتوهمه الجهلة والملحدون في جانب المحق القدوس وأسمائه وصفاته اصدرا ذلك بعقيدة جامعة - مع شدة اختصارها - لأمهات عقائد الأكابر؛ من أهل اسنة والجماعة؛ ليرجع إليها من استشكل شيئا من الأجوبة الآتية؛ فإنها مزيلة إن ااء الله تعالى جميع إشكالات المحجوبين، وزاجرة لجميع الملحدين (10/ب].
الاقول وبالله التوفيق: يجب على كل مسلم أن يحتقد اعتقادا جازما: أن الله تعالى إله واحد لا ثاني معه اانه تعالى منزه عمن الصاحبة والولد.
وأه تعالى مالك لا شريك له ، ملك لا وزير له، صانع لا مدبر معه.
اته تعالى موجود بذاته من غير افتقار إلى موجود يوجده، بل كل موجود في أرض والسموات مفتقر إليه في وجوده، فالمالم كله موجود به، وهو تعالى موجود اب ذاته، لا افستاح لوجوده و لانهاية لبقائه، بل وجوده مطلق مستمر قائم بنفسه اأنه تعالى ليس بجوهر فيقدر له المكان، ولا بعرض فيستحيل عليه البقاء، ولا اسم فيكون له اليهة والتلقاء، مقدس عن الجهات والأقطار اتي للمؤمنين بالقلوب والأبصار.
نا ا يلعوم نعالى على عرشه كما قاله، وعلى المعنى الذي أراده، كما أذ العرش وما حواه به استوى اوله الآخرة والأولى.
اس له تعالى مثل معقول، ولا دلت عليه العقول، لا يحده زمان ولا يقله امكان، بل كان ولا مكان ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان، خلق التمكن والمكان، وأنشبأ الزمان وقال : أنا الواحد الحي الذي لا يؤده حفظ المخلوقات.
ولا يشيه شيئا من صفاته صفات المحدثات.
(1) كذا في المخطوطين، وفيه حذف، وأصله : هذا بيان، أو إليك بيان . والله أعلم
صفحه نامشخص
الواحد الكشفية الموضمة لمعاني الصفات الإلهية عالى أن تحله الحوادث أو يحلها، أو تكون قبله أو يكون قبلها، بل يقال كان الله ولاشيء معه؛ فإن القبل والبعد من صفات الزمان الذي أيدعه.
ال لا يتبغي أن يطلق عليه إلا ما أطلقه تعالى على نفسه، فهو القيوم الذي اام، والقهار الذي لا يرام، ليس كمتله شيء [9/أ] وهو السميع البصير خلق الل ه اعالى العرش وجعله حد الاستواء، وأنشأ الكرسي وأوسعه الأرض والسماء، اح انزل الح والقلم الأعلى، وأجراه كاتبا بعلمه في خلقه إلى يوم الفصل والقضاء.
ابدع العالم كله على غير مثال سبق، وخلق الخلق، وأخلق ما خلق ارواح في الأشباح أمناء، وجعل هذه الأشباح المنزلة إليها الأرواح في الأرض.
خلفاء، وسخر لها ما في السموات وما في الأرض جميعا منه ، فلا تتحرك ذرة الا اليه وعنه، ختلق الكل من غير حاجة إليه، ولا موجب أوجب ذلك عليه، لكن أخفى، ي لم يلم من سنلق الم دلك سبق، فلا بد آن يخلق ما خلق اهو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو على كل شيء قدير أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، يعلم السر اخاشنة الأعين وما تخفي الصدور، كيف لا يعلم شيئا خلقه.أل الف النبير ) [الملك: 14].
اعلم الأشياء قبل وجودها، ثم أوجدها على حد ما علمها، فلم يزل االأشياء كلها، لم يتجدد له علم عند تجدد الإنشاء(1) ، بعلمه أتقن الأش اكمها، وبه حكم عليها من شاء وحكمها الم الكليات والجزثيات على الإطلاق، فلا يحتاج علمه بها إلى تفصيل 11/ب] كما هو علم حخلقه، فهو عالم الغيب والشهادة، تعالى عما يشركون، ف الما يريد، فهو المريد لجميع الكائنات في الأرضين والسموات م تتحلق قدرته بإيجاد شيء حتى آراده، كما أنه تعالى لم يرده حتى علمه: اتحيل أن ير يد سبحانه وتعالى ما لا يعلم، أو يفعل الخير(2) المتمكن من ترك لك الفعل ما لا يريده، كما يستيل آن توجد هذه الحقائق من غير حي، ستيل آن تقوم هذه الصفات بغير ذات موصوفة بها (1) كذا في (أ) وفي (ب) الأشياه.
(2) كذا في النسختين، وكتب في هامش (أ) : في نسخة : الغير
صفحه نامشخص
الواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية فما في الوجود طاعة ولا عصيان، ولا ربح ولا خسران، ولا عبد ولا حر ولا يرد ولا حر، ولا حياة ولا موت، ولا حصول ولا فوت، ولا نهار ولا ليل ولا اعتدال ولا ميل، ولا بر ولا بحر، ولا شفع ولا وتر، ولا روح ولا شبح، ولا الظلام ولا ضياء، ولا أرض ولا سماء، ولا تركيب ولا تحليل، ولا غداة ولا اصيل(1)، ولا بياض ولا سواد، ولا سهاد(2) ولا رقاد، ولا ظاهر ولا باطن، ولا احرك ولا ساكن، ولا يابس ولا رطب، ولا قشر ولا لب.
لا شسيء من جميع المتضادات والمختلفات والمتمائلات إلا وهو مراد للمحق ال وعلا، وكيف لا يكون مرادا له وهو أوجده؟ أم كيف يوجد المختار ما لا ايد؟ ! لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه، يؤتي الملك من يشاه، ويتزع الملك ممن اشاه، ويعز من يشاه، ويذل من يشاء، ويهدي من يشاء، ويضل من يشاء اما شاه الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لو اجتمع الخلائق كلهم على آن يريدوا ايتا لم يرد الله لهم آن يريدوه، أو أن يفعلوا شيئا لم يرد الله تعالى إيجاده اأرادوه، ما فعلوه ولا استطاعوه، ولا أقدرهم تعالى عليه فالكفر واللإيمان، والطاعة والعصيان، والتوفيق والمخذلان؛ كله من مشيتته اوحكمته وإرادته، ولذلك قال أهل السنة : إن الحق تعالى إذا أراد من خلقه شيئا لم يق مه لهم، كم يقدروا على اليجاده، بخلاف ما اذا اراد بهم ذلك ، فرقوابين ما ايد بهم ويريد منهم، وهو أمر دقيق ام يزل سبحانه وتعالى موصوفا بالارادة أزلا والعالم معدوم، ثم أوجد العالم اان غير تفكر ولا تدبر عن جهل، فيعطيه التدبر والتفكر علم ما جهل، جل وعلا اعن ذلك، بل أوجده عن العلم السابق، وتعيين الإرادة المنزهة الأزلية القاضية على العالم بما أوجدته عليه [10/أ] من زمان ومكان وأكوان وألوان، فلا مريد في الحقيقة سواه؛ إذ هو القائل سبحانه وما تتامون إلا آن يشاء الله) [الإنسان: 30] اأه تعالى كما علم فأحكم، وأراد فخص، وقذر فأوجد.
ذلك سمع ورأى ما تحرك أو سكن، أو نطق في الورى من العالم الأسفل (41 الغداة : ما يين صلاة الفجر وطلوع الشمس، والأصيل : الوقت بعد العصر إلى المغرب (2) السهاد: الأرق.
صفحه نامشخص
الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية اوالأعلى، لا يسجبه سمعه البعد فهو القريب، ولا يحجب بصره شدة القرب فهو البعيد اسمع كلام النفس في النفس، وصوت المماسة الخفية عند اللمس، يرى السواد في الظلماء، والماه في الماء، لا يحجبه الامتزاج، ولا الظلمات [12/ب] اولا النور، وهو السميع البصير.
كلم تعالى لا عن صمت متقدم، ولا عن سكوت متوهم، بكلام قديم أزلي كسائر صفاته، من علمه وارادته وقدرته، كلم به موسى عليه الصلاة والسلام، سما التنزيل والزيور والتوراة والإنجيل والقرآن، من غير تشبيه ولا تكبيف؛ لأن كلامه تعالى من غير لهاة(1) ولا لسان، كما أن سمعه تعالى من غير أصمخة(2) ولا آذان، كما أن بصره تعالى من غير حدقة ولا أجفان، كما أن إرادته من غير قلبه ولا خنان، كما أن قدرته من غير اضطرار ولا نطر في برهان، كما آن حياته من غير بخار تجويف قلب حدث عن الأركان، كما أن داته وصفاته لا تقبل الزيادة ولا سبمانه سبحانه من بعيد دان، عليم السلطان، جسيم الاحسمان، عسيم الامتنان، كل ما سواه فهو عن جوده فائض، وفضله وعدله الياسط له والقابض الكمل صنع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه، لا شريك له في ملكه، ولا مدبر مه في حخلقه ان أنعم فتقم فذلك فضله، وإن أبلى فغذب فذلك عدله، لم يتصرف في ملك ايره فينسب إلى الجور والحيف، ولا يتوجه عليه لسواه حكم فيتصف بالجزع لذلك الخوف كلما سواه فهو تحت سلطان فهره، ومتصرف عن إرادته وأمره، فهو الملهم افوس المكلفين التقوى والغجور، أي لتعمل بالتقوى وتتجنب الغجور، وهو المتجاوز عن سيئات من شاء هنا وفي يوم النشور، لا يحكم عدله في فضله، ولا فضله في عدله؛ لقدم صفاته كلها، وتنزهها عن الحدوث.
(1) اللهاة : لحمة حمراء في الحنك محلقة على عكدة اللسان، واللهاة : من كل ذي حلق اللحمة المشرقة على الحلق، واللهاة: أقصى الفم. لسان العرب (لها ).
(2) الصماخ: مقرق الأذن
صفحه نامشخص
القواعد الكشفية الموضحة لمحاني الصقات الالهية اخرج العالم قبضتين، وأوجد لهم منزلتين، وقال : هؤلاء للمجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي، ولم يعترض عليه معترض هناك؛ إذ لا موجود كان ثم راده العل ست بعرف أساده بقعصة بجل اسماء بادهم رقيده بحن اسد شان، لكنه تعالى لم يرد ذلك فكان كما آراد.
القديم، وقد قال تعالى في حديت فرض الصلاة: "هي خمس وهن خمسون لا ايدل القول لدي"(1) وما أنا بظلام للعبيد؛ لتصرفي في ملكي، وإنفاذ مشيئتي في لكي، وذلك لحقيقة عميت عنها البصائر، ولم تعثر عليها الأفكار ولا الضمائر، الا هب إلهي وجود رحماني لمن اعتتى الله تعالى به، واصطفاه من بين عباده، وسبق اله ذلك في حضرة إشهاده، فعلم حين أعلم أن الألوهية أعطت هذا التقسيم، وأنها امن رقاتق القديم.
سيحان من لا فاعل سواه، ولا موجود بذاته إلا إياه (والله خلقكر وما تعملون 4 (الصافات: 96]، (13/ ب] لا يتتل عما يفعل ومم يتتلوب ) [الأنبياء: 23]، (قل فلله المحنبة البللغة فلو شاء لهدنكم أجميين) [الأنعام: 149] [11/أ].
اكما أجينا في ضمن هذه الحقيدة عن الله تعالى، ورددنا كلام الملحدين في اذاه وصفاته ، كذلك نجب عنه تعالى، وترد كلام الملحدين في شرعه وشرع أنبيايه، اما يترتب على ذلك من الآثار في ضمن قولنا اكما شهدنا له تحالى بالوحدانية، وما يستحقه من الصفات الحلى، فكذلك شهد لرسول الله بالرسالة إلى جميع العالمين، فإن في ضمن ذلك الجواب ان الله تعالى، اقتضاء بكم التعليق والخصوصية شهد له بأن الله تعالى أرسله بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا يرا، وقال تعالى في حقه: من يطع الرمئول فقد أطاع الله) [النساء: 80] وقال: إن الليت يبايعونك إنما بايعوب الله ) [الفتح: 10].
شهد أنه بلغ جميع ما أنزل إليه من ربه، وأدى أمانته، ونصح أمته، 1) الحديث تقدم تتريجه، وهذا الكلام معظمه قد مر في كلام الشيخ ابن عربي السايق
صفحه نامشخص
الواحد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الالهية وقف في حجة الوداع على كل من حضره من الأتباع، فخطب وذكر، ووعط أنذر، وخوف وحذر، ووعد وأوعد، وأمطر وأرعد، وما حتص بذلك التذكير أحدا ادون أحد، عن إذن الواحد الصمد، وقال : "ألا هل بلغت" فقال السامعون جميعا: د بلغت يا رسول الله فقال : "اللهم أشهد"(1).
ؤمن بكل ما جاء به رسول الله مما علمنا معتاه، ومما لم نعلم معناه.
فمما علمنا وتحققنا من جملة ما جاء به وقرر: أن الموت عن أجل مسمى اعند الله تعالى إذا جاه لا يؤخر، فنحن مؤمنون بهذا إيمانا جازما، لا ريب فيه ولا شك كما آمنا وصدقنا وأقررنا أن سؤال منكر ونكير في القبر حق.
اان عذاب القير ونعيمه حق، وأن البعث من القبور حق.
اأن العرض على الله تعالى حق، وأن الحوض حق، وأن الميزان حق، وأن ال ا ا ا ا ا لاا أن فريقا في الجنة وفريقا في السعير حق.
اوأن كرب ذلك اليوم على طائفة حق، وطائفة لا يحزنهم القزع الأكبر حق أن شفاعة الأنبياء والملائكة وصالحي المؤمنين حق.
اأن شفاعة أرحم الراحمين حق، وصورتها كما أعطاه الكشف الصحيح : أن اسماء الحنان واللطف والرحمة تشفع عند أسماء الانتقام والجبروت والقهر.
ؤمن بأن إيمان أهل اليأس لا ينفع صاحبه، ولا يسعد به لعدم قبوله، وذلك ايمان فرعون ونحوه، ممن أمن وقد حضره الموت وعاين أسبابه؛ لأنه إيمان في اير محل التكليف، فأشبه إيمان أهل النار.
ووكذلك تؤمن [14/ب] يأن جماعة من أهل الكبائر من الموحدين يدخلون النار ام يخرجون منها بالشفاعة أن كل ما جاعت به الأنبياء عن الله تعالى علم معناه أو جهل حق أن التأبيد للمموحدين في النعيم المقيم، والتأبيد للكافرين والمنافقين اوالمتكبرين والمعطلين والمجرمين [في العذاب الأليم)(2) حق.
(1) أخرجه البخاري (1654) و(6667)، ومسلم (1679) .
(2) زيادة يقتضيها التص
صفحه نامشخص
الواعد الكشفية الموضحة لمماني الصفات الالهية هذه عقيدة أهل السنة والجماعة إلى قيام الساعة، وهي بعحمد الله تحالى اقيدتنا ، عليها حيتا وعليها نموت، نفعنا الله بهذا الإيمان، وثبتنا عليه عند الانتقال الى الدار الحيوان، وأحلنا دار الكرامة والرضوان، وحال بيننا وبين دار سرابيل أهلها القطران(1)، وجعلنا من العصابة التي تأخذ كتبها بالإيمان، ومن انقلب من الحوض اوهو ريان(2)، ورجح له الميزان؛ إنه المنعم المحسان، آمين اللهم، آمين يا رب العالمين 12/ أ] ثم لا يخفى عليك يا أخي أن مدار جميع عقائد أهل السنة والجماعة انذور على كلام قعلبين.
أحدهما: الشيخ الإمام أبو منصور الماتريدي(1).
وواثاني: الشيخ الإمام أبو الحسن الأشعري(4) .
الكل من تبعهما أو أحدهما اهتدى، وسلم من الزيغ والفساد في عقيدته .
اقد ظهرت أتباع الساتريدي فيما وراء نهر سيحون فقط ال ا ال ال ا ال اه اد والداد ردادام امصر والمغرب، وغير ذلك من البلاد الإسلامية، فلذلك صار غالب الناس اقولون: إذا مدحوا عالما فلان عقيدته أشعرية صحيحة، وليس مرادهم نفي صحة اقيدة غير الأشعري، من الماتريدية وغيرهم من أثمة الكلام السابقين على (1) السربال : القميص من أي جنس كان . لسان العرب (سويل) . والقطران: دعن من تركيب كبماوي ايم عند اليشر يصنعوته من غلي شجر الأرز وشجر السرو وشجر الأيفل: يتخذ للتداوي من الرب لليل وغير ذلك، وجعلت سراييلهم من قطران لأنه شديد الحرارة يؤلم الجلد الذي يقع له اه يحفف من تغسير ابن عاشور (2) الريان: ضد المطشان. لسان العرب ل(ررى) 3) ممدبن مححد ين مود من كسار علماه الإسلم: كان يقال له: إمام الهشى، من كه الوحيد" و"المقالات" واييان أوهام المحترلة" وتأوبلت القرأن" وهو كتاب لا يوازيه فيه كتاب، بل الا يدانيه شيء من تصانيف من سيقه في ذلك الفن . توفي ستة (333) .
4) أبو الحسن الأشعري : شيخ المتكلمين علي بن إسماعيل بن إسحاق من نسل الصحابي الجليل أبي اوسي الأشحري، مؤسس مذهب الأشاعرة، وامامهم ، تلفى مذهب المعتزلة وققدم فيهم ثم رجم ااهر بخلافهم، قيل بلخت مصنفاته تلتمثة ستها: "إمامة الصديق" والود على المميمة مقالات الإسلاميين" و"الإيانة عن أصول الدين" و"اللمع في الرد على أهل الزيخ والبدع" ، ثوفي
صفحه نامشخص