التواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية اعليه إلا ينا، فهو غني عنا بنا في الدائرة العقلية دون الكشفية، فإن كونه غنيا إنما هو اناه عنا، ولا بد من تبوت هذا الغنى له نعتا: حتى يصح لنا تصور غناه عناء كم الا نتعقل غناه إلا بنا.
امن هنا قال سهل بن عبد الله : إن للربوبية سرأ لو ظهر لبطل ظهور الريوبية. انتهى، وهو يؤيد ما نقلناه عن بعضهم، وأما على ما قررناه من البرهان اناله تعالى غني على الإطلاق، والعالم هو الفقير إلى الله تعالى في وجو 58/ب] لا ينفك عنه الافتقار إليه طرفة عين اإن قال قائل: فهل يوصف من أعطاه الله تعالى حرف "كن" بالافتقار إلى الله عالى، أم يخرج عن صفة الفقر؟
لقالجواب: أنه لا يصح خروجه قط لصفة الغتى، وذلك لأن الله تعالى هو الي تفضل عليه بحرف "كن"، وليس له من ذاته قوة على تكوين شيء، وأيضا فإنه امن أعطاه الله تعالى حرف "كن" لا يقول لشيء: كن، حتى يشتهيه، فما طلب إلا اما ليس عنده ليكون عنده، وليس الأمر كذلك في حق الحق تعالى؛ فإنه ما أمر االتكوين إلا ما هو ثابت في علمه؛ ليسبغ عليه نعمه إذا أوجده باستدعاء ذلك المعلوم من ربه أن يوجده، ويخرجه من العدم اهذا معنى قول بعضهم : إن الله تعالى أوجدنا لنا لا له، فضلا منه إلينا؛ لأننا اا برحنا في علمه حال وجودنا، وحال عدمنا الفان قال قائل: فهل الأولى أن يقال : إن فلان غني بالله، أو غني بما من الله الجواب: أن الأولى أن يقال: فلان مستغن بما من الله لا بالله؛ لأن الغنى اين الحق تعالى لا يصح، فلو قال العبد: يارب أنا جيعان أمره بأكل الرغيف، أوا عطشان أمره بشرب الماء، وما وضع الله تعالى الأسباب سدى، فما أغنى من شا امن عباده حقيقة إلا بالكون، ولا يصح أن يكون أحد غتيا عن جميع المخلوقين اعامة، إنما يصح الاستغناه عن مخلرق ما بغيره فقط لقول بعضهم: فلان قد استغنى بالله واستراح، جهل بحقيقة الآمر؛ إذا الحق االى من حيث ذاته لا يصح الاستغتاء به، كما بسط الشيخ الكلام عليه في الباب الخامس والعشرين ومائة، فاعلم ذلك وتأمله، فإنه تفيس، ونزه الحق سبحا اتعالى عن كل ما نزه عنه نفسه، والحمد لله رب العالمين
صفحه نامشخص