قالت قطر الندى ضاحكة: «نعم، وحملك أرج البخور يومئذ، فطار بك في السماوات، ونمت في النوم ... فهلا ظللت يقظى يا أم آسية حتى نعرف ما كان آخر رؤياك!»
قالت أم آسية: «يا بنية، فسترين رأي العين ما فاتني رؤيته في المنام، وكأني أراك غدا وعلى رأسك التاج، وفي يمينك الصولجان، وقد عنت الدولة كلها لسلطانك ... وماذا يكون تمام الرؤيا إلا ذاك؟»
قالت قطر الندى: «وأبي يا أم آسية؟ وإخوتي وآلي؟ وهذا البلد الذي ازدهرت على شاطئيه آمالي؟ وأنت ...؟»
قالت: «وأبوك يا مولاتي على العرش يدل إدلاله على ختنه،
24
ويحكم حكمه في وطنه، وآلك وإخوتك لهم من جاه أبيهم سبب، ومن صهرهم إلى أمير المؤمنين أسباب ... وأنا ماشطة الأميرة كما أرتني الرؤيا.»
قالت قطر الندى ضاحكة: «ويحملك أرج البخور، فيطير بك في السماوات، ويأخذك النوم.»
قالت أم آسية: «أفتأبين علي يا مولاتي ما أملت، ولا ترينني أهلا لذاك؟»
فاستضحكت قطر الندى، وقالت: «بل أنت أكرم علي يا أم آسية.» •••
وكانت مصر كلها في شغل شاغل وحركة دائبة، انتظارا ليوم قريب، فلكل عامل عمل، في قصر الأمير وفي دور السادة من حاشيته وآله، وفي المدينة كلها، وعلى طول الطريق بين مصر وبغداد ...
صفحه نامشخص