قصر آل العظم في دمشق
قصر آل العظم في دمشق
ژانرها
توطئة
في ربيع سنة 1921م قدم سورية المسيو أستاش دي لوري (E. de Lorey)
الفرنسي من قبل المجمع العلمي ومتحف اللوفر في باريس؛ للتنقيب عن الآثار الإسلامية في دمشق، وفي أوائل سنة 1922م ابتاع «قصر أسعد باشا العظم» بمبلغ ستين ألف ليرة سورية، واتخذه مقرا له وبدأ بترميمه وجمع بعض الآثار إليه، وأعلن أنه سينشئ فيه مدرسة لتعليم الصناعات الوطنية التي اشتهرت بها سورية عموما ودمشق خصوصا، وعاد مرارا إلى باريس، وفي حادثة دمشق الأخيرة منذ شهر احترق هذا القصر وزالت محاسنه وتشتتت آثاره، فكتبت فيه هذه المقالة لتعريفه، مزينة ببعض رسومه.
آل العظم
اشتهرت هذه الأسرة في تضاعيف القرن الثامن عشر في سورية، وقد كتب عنها كثير من المؤرخين مثل ثريا بك في «السجل العثماني»، وجودت باشا في «تاريخه المطول»، ونعيما في «تاريخه العثماني»، وابن البرزنجي في كتابه «كشف الحجب والستور عما وقع لأهل المدينة مع أمير مكة سرور» سنة 1194ه/1780م، والسويدي البغدادي في «حديقة الوزراء»، والبديري الحلاق الدمشقي في تاريخه «نخبة الفضلاء»، وكوچك چلبي في «تاريخه العثماني»، والشيخ عبد الرحمن الفاسي المغربي في «تاريخه المخطوط»، والمرادي في «سلك الدرر»، وشمس الدين سامي في «قاموس الأعلام» العثماني، وڨولني الفرنسي في «رحلته إلى سورية»، وغسطاف لي بون في «حضارة العرب»، وكنانيش ومجاميع وأوراق كثيرة وقفت عليها في دمشق في المكاتب العامة وبعض الخاصة، ولا سيما آل العظم، وكلها تذكر الأسرة وتترجم مشاهيرها الوزراء وأعمالهم، وبعضهم يذكرها باسم «عزيم أوغلي»؛ مما يدل على أنهم كانوا من قبيلة بني عزيم في البلقاء، التي اشتهر منها شيخها إبراهيم في زمن السلطان سليم العثماني فاتح سورية ومصر سنة 923ه/1517م، فاتخذه السلطان محافظا لچول (برية) سورية ولقبه آغا، ثم أخذ معه أولاده السبعة إلى الأناضول رهائن خشية أن يثور عليه من كان منهم وزراء ، مثل عبد الرحمن باشا وحسن باشا دفين النمسا وفارس باشا ويوسف باشا وخليل باشا وإسماعيل باشا والآخر مات مجهولا.
وصرح بعربيتهم الشيخ عبد الرحمن الفاسي المغربي في تاريخه المخطوط في مصر بعد سنة 1100ه، فذكر وفاة أحدهم وقال: «إن هذا اللقب من الدولة، وإنما أصلهم عربان من بادية الشام.» ومما يرجح عروبتهم أنه لا أثر لهم في قونية وبين عشائر الترك، حتى إنهم لا يعرفونهم،
1
وقيل: إنهم أتراك من الأناضول، والله أعلم.
وقد نشأ منهم في قونية أخوان باسلان، وهما قاسم بك العظم الملقب بأبي كتف الذي لم يعقب، وشقيقه إبراهيم بك جد الأسرة العظمية الحاضرة في دمشق وحماة ومعرة النعمان، فتسلسل منه وزراء مهمون أربوا على بضعة عشر، تولوا شئون سورية وضواحيها وبر الأناضول، ولكثير منهم أعمال خطيرة، مثل: بناء المدارس، وتأسيس المكتبات، وحفظ الأوقاف، وتشييد الأبنية، وتقريب الشعراء والعلماء الذين مدحوهم وألفوا لهم بعض الكتب وكتبوا لهم، ومن مشاهيرهم أسعد باشا صاحب هذا القصر،
2
صفحه نامشخص