السلام : (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم).
الباب الرابع عشر
في علاوته من الرؤيا المجربة
قال ابن سيرين : رأيت كأني دخلت إلى المسجد الجامع، فإذا أنا بكهول ثلاثة وشاب جميل إلى جانبهم، له هيئة، فقال : فجلست إلى الشاب، وهبت المشيخة، فقلت له : من أنت رحمك الله? قال : أنا يوسف. قلت: ومن هؤلاء? قال : آبائى : إبراهيم وإسحق ويعقوب! قلت: علمني مما علمك الله؛ قال : ففتح فاه وقال : انظر، ماذا ترى? قلت : أرى لسانك. ثم فتح فاه فقال: انظر، ما ترى? قلت : أرى لهاتك. ثم فتح فاه [و] قال : انظر، ما ترى? قلت : أرى قلبك؛ قال صلى الله عليه وسلم وعلى آبائه : عبر ولا تخف. قال : وأصبحت فما قصت علي رؤيا إلا وكأني أنظر إليها في كفي.
ورأى الحجام اليماني في منامه يوسف عليه السلام، فقال له : علمنى مما علمت رشدا؛ قال : فقال له : افغر فاك، ففغره فتفل في فمه، فاستيقظ فكان أعبر أهل زمانه .
ورأى إبراهيم بن عبد الله الكرمانى في منامه كأن يوسف عليه السلام كلمه فقال له : علمني مما علمك الله! فقال له : قم، وخلع قميصه وألبسه إياه. قال: فقعدت ثم استيقظت حاذق فى التعبير، ولو لم أقعد لانتشر علمى على الأفق.
ورأى أحد المعبرين كأن يوسف الصديق عليه السلام أعطاه فردا من خفه، فاستيقظ معبرا.
صفحه ۱۳۱