٨٢ - وفي صحيح مسلم (١) عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ خرج إلى المقبرة فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".
٨٣ - والأحاديث في ذلك صحيحة معروفة. فهذه الزيارة لقبور المؤمنين مقصودها الدعاء لهم، وهذه غير الزيارة المشتركة التي تجوز في قبور الكفار.
٨٤ - كما ثبت في صحيح مسلم وأبي داود (٢) والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة أنه قال: أتى رسول الله ﷺ قبر أمه فبكى وأبكى (٣) من حوله ثم قال: "استأذنتُ ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، فاستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة". فهذه الزيارة التي تنفع في تذكير الموت تشرع ولو كان المقبور كافرًا، بخلاف الزيارة التي يقصد بها الدعاء للميت فتلك لا تشرع إلا في حق المؤمنين.
٨٥ - وأما الزيارة البدعية؛ فهي التي يقصد بها أن يطلب من الميت الحوائج، أو يطلب منه الدعاء والشفاعة، أو يقصد الدعاء عند قبره لظن القاصد أن ذلك أجْوَبُ للدعاء.
_________
(١) (١/٢١٨)، ٢ - كتاب الطهارة، حديث (٣٩) . وأبو داود (٣/٥٥٩)، ١٥ - كتاب الجنائز، حديث (٣٢٣٧) . وابن ماجه (٢/١٤٣٩) . ٣٧ - كتاب الزهد، حديث (٤٣٠٦) . وأحمد (٢/٣٠٠، ٣٧٥، ٤٠٨) .
(٢) تقدم ص ٨، رقم (٣، ٤) .
(٣) في: ز، ب "بكى". وهو تصحيف.
1 / 34