على قبره، إذ لو كان هذا غير مشروع في حق أحد لم يخصوا بالنهي، ولم يعلل ذلك بكفرهم.
٨٠ - ولهذا كانت الصلاة على الموتى من المؤمنين والقيام على قبورهم من السنة المتواترة، فكان النبي ﷺ يصلي على موتى المسلمين وشرع ذلك لأمته، وكان إذا دفن الرجل من أمته يقوم على قبره، ويقول: "سلوا له التثبيت فإنه الآن يسئل" رواه أبو داود (١) وغيره.
٨١ - وقد كان يزور قبور أهل البقيع والشهداء بأحد، ويعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول أحدهم: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله تعالى بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية. اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم" (٢) .
_________
(١) (٣/٥٥٠) - ١٥ كتاب الجنائز، ٧٣ - باب الاستغفار عند القبر للميت، (٣٢٢١) . والحاكم في المستدرك (١/٣٧٠) . والبيهقي (٤/٥٦) . كلهم من حديث عثمان ﵁ وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وصححه الألباني انظر أحكام الجنائز ص ١٥٦.
(٢) صحيح مسلم (٢/٦٦٩)، ١١ - كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها، حديث (١٠٢)، وآخر حديث (١٠٣) . والنسائي (٤/٧٦، كتاب الجنائز، باب الاستغفار للمؤمنين - وفي عمل اليوم والليلة (ص ٥٨٨)، وأحمد (٦/٢٢١)، وابن سعد في الطبقات (٢/٢٤٠، ٢٤١) . كلهم عن عائشة ﵂.
وأخرجه مسلم حديث (١٠٤) . والنسائي (٤/٧٧) وفي عمل اليوم والليلة (ص ٥٨٨) عن بريدة ﵁. وأخرج ابن سعد (٢/٢٤٠) عن ابن عباس ﵄ أيضًا.
وليس في هذه المصادر "اللهم لا تحرمنا أجرهم" إلخ، وإنما هي في كتاب ابن السني. انظر الأذكار للنووي (ص ٢٣٤)؛ فقد ذكر هذه الزيادة في حديث عائشة ﵂.
1 / 33