أين أبي؟ قال: "في النار". فلما قفّى (١) دعاه فقال: "إني أبي وأباك في النار".
١٤ - وثبت أيضًا في الصحيح (٢) عن أبي هريرة: لما أنزلت هذه الآية (٢٦: ٢١٤): ﴿وَأنْذرْ عَشيرتَكَ الأَقْرَبينَ﴾ دعا رسول الله ﷺ قريشًا فاجتمعوا فعم وخص فقال: "يا بني كعب بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عَبْد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، [يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار] (٣)، يا بني عبد المطلب انقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من
_________
= ٣٤ - السنة، ١٨ - باب في ذراري المشركين حديث (٤٧١٨) . كلاهما من حديث أنس، ﵁.
وأخرج ابن ماجه (١/٥٠١) من طريق الزهري عن سالم عن أبيه، قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان، فأين هو؟ قال: "في النار" قال: فكأنه وجد من ذلك فقال: يا رسول الله فأين أبوك، فقال رسول الله ﷺ: "حيثما مررت بقبر مشرك، فبشره بالنار ... ".
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، محمد بن إسماعيل (يعني ابن البختري) وثقه ابن حبان والدارقطني والذهبي، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين "مصباح الزجاجة (٢/٤٣) باب زيارة قبور المشركين".
(١) في المخطوطة والمطبوعة: "قفا". والتصحيح من صحيح مسلم.
(٢) مسلم (١/١٩٢)، كتاب الإيمان، ٨٩ - باب قوله تعالى ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ حديث (٣٤٨)، والترمذي (٥/٣٣٨ - ٣٣٩)، ٤٨ - التفسير باب ٢٧ - وفي سورة الشعراء، حديث (٣١٨٥) . والنسائي (٦/٢٠٨)، كتاب الوصايا، باب إذا أوصى لعشيرته الأقربين. وأحمد (٢/٣٣٣، ٣٦٠، ٥١٩) . كلهم من طريق موسى بن طلحة عن أبي هريرة، ﵁.
(٣) الزيادة من: صحيح مسلم، ولفظ هذا المتن له.
1 / 8