24

Protection from the Schemes of Devils

التحصين من كيد الشياطين

ژانرها

قتلُهما مطلقًا] اهـ (١) . وهذا النهي عن قتل حيات البيوت مقيد بوجوب استئذانها ثلاثة أيام، كما في قوله ﷺ: إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا (٢)، فَآذِنُوهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ (٣) . - وأما اختلاف الجن وتبايُنهم من حيث الصورة وشكل الخِلْقة، فدليله قوله ﷺ: الْجِنُّ عَلَى ثَلاَثَةٍ: فَثُلُثٌ لَهُمْ أَجْنِحَةٌ يَطِيرُونَ فِي الْهَوَاءِ، وَثُلُثٌ حَيَّاتٌ وَكِلاَبٌ، وَثُلُثٌ يَحُلُّونَ وَيَظْعَنُونَ (٤) . - وأما كونهم لا تمكننا رؤيتهم على صورتهم الأصلية، فلقول الله تعالى: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ﴾ [الأعراف: ٢٧] . وهذه الآية دالّة - كما ذكر الإمام الشوكاني ﵀ على عدم رؤيتنا لهم على صورتهم الأصلية، وليس معناها انتفاء رؤيتنا لهم في حالة تشكُّلهم بمختلف الصور التي ثبت تشكُّلُهم بها، لورود الأحاديث الصحيحة في ذلك (٥) .

(١) انظر: الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي ص: ٢٢. والأبتر: جنس من الحيات أزرق اللون مقطوع الذنب أو قصيرُهُ، وذو الطفيتين: نوع آخر يميزه وجود خطين أبيضين على ظهره. كما أفاده في الفتح (٦/٣٤٧) . (٢) المعنى: إذا تمثلوا بصورة حية أو غيرها، كما أفاده سبب ورود الحديث. (٣) سبق ذكر جزء من هذا الحديث وتخريجه ص ١٧ بالهامش ذي الرقم (٢) . (٤) أخرجه الحاكم في مستدركه (٢/٤٥٥)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. اهـ. - أي البخاري ومسلم في صحيحيهما، مع كونه على شرطهما -. وقال الذهبي: هو صحيح. اهـ. كما أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ثعلبة الخُشَني ﵁. كما جاء بنحوه عن أبي الدرداء ﵁، وفي سنده ضعف. انظر الدَّمِيري، حياة الحيوان الكبرى (١/٢٠٣) . (٥) انظر: فتح القدير الشوكاني ﵀، ٢/١٩٧. وقال الإمام ابن حجر ﵀ في فتح الباري (٤/٤٨٨): إن قوله تعالى: ُ ق ف چ؛: ٩ ژ؟ ِ [الأعرَاف: ٢٧] ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ﴾: هذا مخصوص بما إذا كان على صورته التي خُلِق عليها، وأنهم يظهرون للإنس بالشرط المذكور. اهـ. والشرط المذكور أي: شرط التشكُّل.

1 / 26