ادیپوس و تسئوس: از قهرمانان اساطیر یونانی
أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية
ژانرها
وكما فعل جان بول سارتر
Jean-Paul Sartre
في قصة «الذباب» حين أراد أن يجدد مأساة إلكتر فجعل أخاها هو البطل، ولم يكتف بفكرة الانتقام من الأم التي خانت زوجها وقتلته، ولا بفكرة العدل التي قصد إليها ووقف عندها جيرودو، ولكنه عني بالحرية الإنسانية التي وقفت أورست موقف الثائر على ذوس
Zeus
المعارض له، والتي تقف الإنسان الحديث موقف الثائر على كل شيء، المزدري لكل شيء إلا حريته التي تجعله إنسانا يوجد ليعمل ما يشاء أن يعمل، وليقول ما يشاء أن يقول، غير حافل إلا بنفسه، ولا واقف إلا عند نفسه.
إلى شيء من هذا التجديد الأساسي الخطير قصد أندريه جيد حين وضع قصته التمثيلية «أوديب» مجددا هذه القصة كما تركها سوفوكل، غير واقف عند ما انتهى إليه سوفوكل، ولا حافل بما بلغه كورني أو فولتير أو غيرهما من الشعراء والكتاب المحدثين.
وقد يحسن أن نتبين قبل كل شيء إلام أراد سوفوكل حين وضع قصته هذه التي صور فيها مأساة أوديب. وقد أضاعت الأيام ما ترك إيسكولوس وأوريبيد وغيرهما من الشعراء القدماء حول هذا الموضوع، بحيث أصبحت قصة سوفوكل هي النموذج القديم الوحيد الذي ألهم المحدثين من الأوروبيين.
وواضح أن سوفوكل إنما قصد في هذه القصة كما قصد في أكثر قصصه الأخرى إلى ما يصور لنا صرامة القضاء من جهة، وحرية الإنسان من جهة أخرى، وإلى أن يلائم بين هذين الضدين المختصمين على نحو ما. فالقضاء صارم قاس بالقياس إلى أوديب وإلى أبويه في هذه القصة، وهو صارم قاس بالقياس إلى أبنائه في قصة أخرى هي قصة أنتيجون.
القضاء صارم قاس؛ لأنه قد كتب في غير حكمة بينة للإنسان على لايوس أن يموت مقتولا بيد ابنه، وكتب على جوكاست أن تقتل نفسها بعد أن تتورط في إثمها ذاك البشع الشنيع، وكتب على أوديب أن يكون قاتلا لأبيه متزوجا لأمه، مسببا لموتها فاقئا عينيه بيده.
ومن البين أن أحدا من هؤلاء الأبطال لم يكن حاضرا حين كتب القضاء ما كتب، ولم يقترف قبل وجوده إثما يغري به القضاء، ويسلط عليه قسوة الأقدار. فهناك إذن علة خفية لا يدركها الإنسان، تدفع القضاء إلى أن يدبر أمر الناس والآلهة كما يشاء.
صفحه نامشخص