اتربت واجتمع فيها ماء وطين وحجارة، فجذبني اليه ثم دفعني دفعة ظيمة القاني على قفاي في البركة وخرج فارأ، فبقيت أضطرب فيها كالسمكة ثم تحاملت بحرارة الروح، وقد تحطم ظهري واجنابي ونجست اجميع نيابي وتلف الفروبالماء والطين وطارت العمامة عن رأسي وتحليت(16) ووسقطت في الطين، فقمت بحالة لا يعلمها إلا الله تعالى ووقفت خلف باب الدار لئلا أبرز الى الناس على تلك الحالة الشنيعة.
ونظرت من خلل الباب حنى عبر رجل فقلت له: (إدع لي سعيدة من الدار، واذهب أنت لا تدخل علي) ، فدعاها فأبصرتني على ذلك المنظر الائل وروحي تكاد تروح، فوالله ما زادت الملعونة على أن ضحكت، فكان اذلك أشد من جميع ما أنا فيه، ثم جاعتني بتياب لبستها وحملتني الى الدار، وها أنا لا أستطيع أتقلب من ظهري وأجنابي ومما يحكى عن النساء المنتميات لطريق التصوف: ان رجلا واقع امراة منهم وهي في الصلاة ساجدة، فلم تتحرك حتى التضى وطره منها، ثم أتمت صلاتها وسلمت والتفتت اليه فقالت له: (يا اطال، أظننت أن شينأ يشغلني عن الحق أو يقطعني عنه؟).
وقد بلغنني أنه اتفق في هذا العصر ما هو أغرب من ذلك.
ادثني من أثق اليه أن رجلا منتميا لطريق التصوف أخبره، قال: المني مجلس مع امراة مشهورة بالفقر والزهد، واتفق أن خلا لنا الجلس فأوردت عليها شيئا من الكلام في الطريقة والحقيقة فطربت له ثم اقامت فقبلت فمي، فلما رأيت ذلك زدت من ذلك الكلام فزادت من ذك العل، فضممتها إلي وقبلتها واضطجعنا على جنبنا وفمي على فمها ساعة ام مددت يدي فحللت سراويلها فقالت: (ماتصنع؟ إياك أن تخرب مابينك
صفحه ۱۱۴