الوالدي عليه عند السلطان، فعدته فيمن عاده فألفيته مسجى على ظهره وسعيدة قائمة في المجلس تتصرف عليه وعنده جماعة من العواد. وكنت كثيرا ما أستدعيها بمحضره، إذا خلا مجلسه، فأسألها عن جزئيات احوالها معه وأصلح بينهما إذا تشاجرا، ويشكوها إلي إذا منعته نفسها الفيرغب لي في استصلاحها له وهي كذلك ايضا إذا أنكرت عليه شيئا من التضييق عليها في النفقة.
قلما أردت الخروج من عيادته تقدمت بين يدي في صحن الدار وقالت في (علمت سبب تسقطته؟)، فقلت لها: (لا). فقالت ي: (باي شيء تخرج؟
أرجع واقعد حتى يخلو المجلس واسأله عن ذلك، فإن له سببا غريبا اضحك عليه دهرا طويلا)، فقلت لها: (أما الرجوع الآن فلا يمكن، لكني أعود).
لفلم يستقر لي قرار حتى عدت إليه وقد خلا مجلسه فقلت له: (يا ايدي، ما السبب لهذا المرض؟) ، فقال لي: كنت جالسأ بالأمس في الدهليز، وكان يوم برد وقر شديد وعلي فرو وبين يدي كانون فيه نار وقد الفت العرضي(10) على عنقي وبين يدي معمل عليه المصحف الكريم وأنا ألقرأ القرآن، فاذا أنا بامراة ، ما أشك أن الشيطان أرسلها إلي في ذلك الوقت، وقفت على باب الداركأنها من نساء الأجناد، شابة نظيفة الزي فسألتني عن موضع للكري فقلت لها: (عندي، والله، مواضع كثيرة خالية.
ووببه أنها يسكنها العزاب المفسدون فأخرجهم منهاء فإن المواضع جاورة لي، وما غرضي أن يسكنها إلا صالح ممن تطيب عليه النفس) فقالت: (يا سيدي، أنا ما جئت حتى جنت معي ببعلي، أقلب أنا الدار ويعقد الكراء هو على نفسه) ، ثم نادت: (يا أبا(11) فلان!)، فأجابها رجل اندي شاب نظيف الثياب فقالت: (تعال خذ المفتاح)، فقلت لها: (رضي
صفحه ۱۱۲