قال أبو سعيد: لا يعجبني أن يقال: إن الله كلف العباد ما يكتسبونه. ولكن يعجبني أن يقال: كلف العباد ما يطيقون. وبالله التوفيق.
*************
الباب الثامن والثمانون والمائتان
في الحروف
لا يجوز أن يوصف الله تعالى،ولا أن يذكر بخمسة أشياء. وهي: كيف. وأين وحيث، ولم، ولو.
فمن وصفه، أو ذكره بكيف، فقد طلب له عيانا.
ومن وصفه أو ذكره بأين، فقد طلب له مكانا.
ومن وصفه، أو ذكره بحيث، فقد أثبت له حلولا واستمكانا.
ومن وصفه، أو ذكره بلم، فقد سأله عن فعله. والله تعالى : لا يجوز أن يسأل عن فعله، لأنه تعالى قال: { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون } .
ولا يجوز أن يقال لله: لم يزل، حتى يوصل ذلك بصفة من صفات الله؛ لأن هذا الكلام، إذا لم يوصل، كان منثورا، لا معنى له. ولكن يقال: لم يزل الله عالما. ولا يزال عالما. ولم يزل قادرا، حتى يصح الوصف له. ويكون له معنى.
مسألة:
لا يجوز أن يقال: إن الله غاب عن العيون، وحل مكنونا. إلا أن يقول: غابت العيون عن نظره.
ولا يجوز أن يقول: مكنون.
مسألة:
الحمد لله، حمد الشاكرين. لا يجوز.
ويجوز: الحمد لله حق حمده.
وقيل: لا يجوز أن يقال: لم يزل إلها مطلقا، حتى يقول: لم يزل إلها لمألوه سيكون.
وقيل: جائز أن يقال: لم يزل إلها.
ولا يجوز أن يقال لله: يستمع.
مسألة:
العلي الأعلى:
قال: يريد بذلك،رفع المقدار، وارتفاع المنزلة.
لا يجوز أن يريد: في مكان رفيع. وإنما يريد رفع المنزلة والشأن.
مسألة:
ولا يجوز: يا عماد من لا عماد له، ويا ظل من لا ظل له، ويا كنز من لا كنز له. وبالله التوفيق.
*********
الباب التاسع والثمانون والمائتان
في ليت
وسألته عن قول القائل: يا ليت كان كذا وكذا. هل يجوز؟
قال: هذا تمنى أن يفعل الله به الخير.
قلت: فالتمني المكروه ما هو؟ يتمنى ما رزق غيره، من المسلمين، أن يرزق مثلهم. فجائز.
الدليل على إجازته: قول مريم - عليها السلام - : (يا ليتني متقبل هذا).
مسألة:
صفحه ۲۲۸