رسول الله ﷺ لمّا قال: «يا عباد الله تداووا» (١). وإذا أراد الرزق طرق كل أبواب الكسب المباح، ثم يمدّ يديه فيسأل الله. فالدعاء هو السبب الأخير الذي لا يخيب إن خابت الأسباب، والرسول ﵊ دعا يوم بدر وألحّ في الدعاء حتى سقط رداؤه عن منكبه، ولكنه أعدّ قبل ذلك الجند وصفّهم للمعركة وخطط لها، عمل كل ما يقدر عليه البشر ثم دعا الله.
واعلموا أن الله جعل للحوادث أسبابًا وفتح للمطالب أبوابًا، فاطلبوا الأمور بأسبابها وادخلوا البيوت من أبوابها؛ فلا يقعد الطالب عن الدراسة ويطلب النجاح، ولا ينتظر الفلاح الحصاد من غير حرث ولا بذار، ولا ترقُب الأمة النصر بلا استعداد ولا جهاد، فإن الذي قال لنا: ادعوا، هو الذي قال لنا: اعملوا. ونحن نؤمن بالكتاب كله لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض، والقدوة والأسوة في سيرة رسول الله وأكرم الناس على الله، ﷺ.
فمن استنفد الأسباب وغُلِّقت في وجهه الأبواب فليمدد يديه وليقل: «يا الله»، يجد اللهَ سميعًا مجيبًا كريمًا رحيمًا، وما خاب قط امرؤ قال: «يا الله»!
* * *