إبراهيم، وعلم القراءة عند رجل فاضل من أهل البحرين، وكنا جماعة نقرأ عند الشيخ الجليل الشيخ جعفر البحراني، وكنت أنا أسمع ذلك الدرس بقراءة غيري، فإذا أتينا إلى ذلك الشيخ، فكل من يجلس قبل يقول له اقرأ حتى يجلس القاري، وكان يشجعنا على الدرس وعلى فهم معناه من المطالعة، ويقول لنا: ان الأستاذ إنما هو للتيمن والتبرك، وإلا ففهم الدرس وتحقيق معناه إنما هو من مطالعة التلميذ.
وقد اتفق أنه جاءنا خبر فوت جماعة من أعمامنا وأقاربنا، فجلسنا ذلك اليوم في عزائهم ومارحنا إلى الدرس، فسأل عنا وقيل له: انهم أهل مصيبة، فمضينا إلى الدرس اليوم الثاني فلم يرض أن يدرسنا، وقال: لعن الله أبي وأمي إن درستكم كيف ما جئتم أمس إلى الدرس؟ فحكينا له، فقال: كان ينبغي أن تجيئوا إلى الدرس فإذا أقرأتموه انصرفتم إلى عزائكم، هذا أبوكم يأتيكم أيضا خبر فوته فتقطعون الدرس، فحلفنا له أنا لا نقطع الدرس يوما واحدا ولو أصابنا ما أصابنا، فقبل أن يدرسنا بعد مدة.
واتفق أننا كنا نقرأ عنده في أصول الفقه في شرح العميدي ، فاتفقت فيه مسألة لا تخلو من اشكال، فقال لنا ونحن جماعة: طالعوها هذه الليلة، فإذا أتيتم غدا، فكل من عرفها يركب صاحبه ويحمله من هذا المكان إلى ذلك المكان، فلما أتينا إليه غدا وقرر أصحابي تلك المسألة قال لي: تكلم أنت، فتكلمت، فقال: هذا هو الصواب وكلما قاله الجماعة غلط، فقال لي: أمل علي ما خطر بخاطرك حتى أكتبه حاشية على كتابي، فكنت أنا أملي عليه وهو يكتب، فلما فرغ قال لي: اركب على ظهر واحد واحد من أصحابك إلى هناك، فحملوني إلى ذلك المكان وهذا كان حاله، فأخذني ذلك اليوم معه إلى بيته، وقال لي: هذه ابنتي أريد أن أزوجك بها، فقلت: إن شاء الله تعالى إذا توسعت في طلب العلم، فاتفق أنه سافر إلى الهند، وصار مدار حيدر آباد عليه، وقد سألته يوما عن تفسير شيخنا الشيخ عبد علي الحويزي الذي ألفه من الاخبار، فقال لي: ما دام الشيخ عبد علي حيا فتفسيره لا يساوي قيمة فلس، فإذا مات فأول من يكتبه بماء الذهب أنا ثم قرأ:
ترى الفتى ينكر فضل الفتى * لوما وبخلا فإذا ما ذهب لج به الحصر على نكتة * يكتبها عنه بماء الذهب ونظير هذا أن رجلا من فضلاء أصفهان صنف كتابا، فلم يشتهر ولم يكتبه أحد،
صفحه ۱۴