بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي دل على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته، وأرشد العباد إلى توحيده بالبراهين القاطعة والآيات الساطعة، وبعث الأنبياء وأرسل الرسل لتعليم الناس وتزكيتهم، فبينوا طرق الهدى من طرق الضلال، وبشروا بالنعيم المقيم، وحذروا من العذاب الأليم، والصلاة والسلام على من ختمت بشريعته الشرائع وبنبوته النبوات أبي القاسم محمد المصطفى، وعلى أهل بيته أئمة الحق وسادة الخلق، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
وبعد، فمن دواعي افتخار هذه الأمة المرحومة أن من الله عليها فجعلها من أتباع أقرب الخلق إليه منزلة وأشرفهم مرتبة وأعلاهم قدرا وأحوطهم علما، تراجمة وحيه وخزان علمه، نعني محمدا وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فجرت ينابيع الحكمة على ألسنتهم، ونطقت بدلائل العصمة سيرتهم في حياتهم، وانطوت على أسرار المبدأ والمعاد وحقائق الملك والملكوت كلماتهم وبياناتهم، فأتموا الحجة وأزاحوا دواعي الظلمة، فلله درهم من سادة ميامين وهداة صادقين، وعلى الله جزيل أجرهم.
ومن نعم الله أيضا على هذه الأمة أن هيأ لها في كل عصر وزمان رجالا بلغوا في العلم والمعرفة مرتبة وفي الشرف والفضيلة منزلة تمكنوا من خلالها فهم كلام
صفحه ۳