============================================================
قاتق الأشياء الثابت، وهذا بعد الاعتراف بجواز الترادف لغة، وبوقوعه [ج/28) أما على منع ذلك فالأمر واضح، لانتهى، وسيأتي في بحث العالم نفي الواسطة بين الوجود والعدم](1).
قوله: (قلنا المراد)(2) أي أنه ربما [ب /28] يقال: هذا [ا/29] الذي يعتقده(3) حقائق الأشياء هل هو ثابت في نفس الأمر؟ أو خيال يتخيله (4؟ فيقال: حقائق الأشياء ثابتة بهذا الاعتبار ولا يحتاج ذلك إلى تأويل مثل: أنا أبو النجم وشعري شعري(5) فإنه يحتاج إليه، أي أنا الآن على ما تعهدني في سالف الزمان من القوة والشجاعة وشعري الآن مثل شعري الماضي الذي قد سارت(6) به الركبان أي لم يتغير شعري بالطعن في السن وضعف الشيخوخة، بل شعري الآن مثل شعري الذي تعرفه أيام الشباب.
قوله: (والعلم بها إلى آخره)(7) اعلم أن لنا في كل شيء ماءين وهلين، ف: (فما) الأولى: يطلب(4) بها شرح الاسم؛ والثانية : يطلب بها حقيقته، و: (هل) الأولى: وتسمى بسيطة، يطلب بها العلم بوجود الشيء، و(هل) الثانية : وتسمى مركبة يطلب بها العلم بأحوال الشييء، كما لو فرض أن الإنسان وضع للحيوان الضاحك ، وسمع بالإنسان ، فقيل: ما الإنسان؟
فيقال : الحيوان الضاحك، أي هذا شرح اسمه، ثم يقال : هل هو موجود؟ فيقال: نعم، فهذه هل (5) البسيطة، ثم يقال : ما الإنسان ؟ فيقال : حيوان ناطق، فهذه الطالبة لحقيقة ذي الاسم، ثم يقال : هل هو ماش؟ فهذه هل الطالية لتعرف حاله، فقوله : (من تصوراتها) التصور يندرج فيه الماآن، أي الطالبة لشرح اسمه، والطالبة لتصور حقيقته، والتصديق المراد به هل البسيطة، أي هل موجود؟ فيقال : نعم، أو لا، فيصدق بأنه موجود، أو لا موجود، وبأحوالها (10) إشارة إلى هل المركبة، كأن يقال : هل هو متحرك ؟ فيقال : نعم مثلا .
(1)ما بين المعقوفتين : زيادة من : (ج) .
(2) شرح العقائد:10 .
(3) في (ب) و(ج) : تعتقده.
4) في (ب) و(ج) : نتخيله.
(5) هذا الرجز لأبي النجم العجلي ، الفضل بن قدامة ، وعجزه :6 لله دري ما أجر صدري( ذكره ابن جني في الخصاتص 33113، وهو في خزانة الأدب للبغدادي : 1/ 439 .
6) في (ب) : شاعت.
(7) شرح العقائد : 10، وتكملته : اي بالحقائق من تصوراتها، والتصديق بها وبأحوالها.
(8) في (ب) : تطلب.
(9) في (ج) : هي.
(10) الواو في : (وبأحوالها) زيادة من : (ب) و(ج).
صفحه ۲۰۱