وحيد دهره، وكان عاقل الكرم لا يضعه إلا في سمعة ترفعه، أو مداراة تنفعه، وكان أذنًا مستحيلًا على أصحابه وإذا ظن بإنسان شرًا جعل الظن بقينا وبعد زوال ما سبق إلى خاطره وبُلى من أخيه فارس المسلمين همام بقذى الناظر، وشجا الحناجر، وفي أيامه ذهبت أمراء البرقية قتلا بسيفه صبرًا وهم صبح بن شاهنشاه والظهير مرتفع وعين الزمان وعلي بن الزبد وأسد الغاوى وأقاربهم وكنت في أيامه خائفًا منه متعلقًا بصحبة أخيه ناصر المسلمين وأحضرني ليلة بساعٍ إلى قاعة البستان من دار الوزارة بعد شهرين من وزارته فوقه في خاطري منه توهم لم يزله إلا حسن الإيناس عند الحضور والاتيحاش من الغيبة وبسطني وناولني مما بين يديه بيده وأمر لي بذهب وقال أنتم عنوان الجمال من جالستموه يا أصحاب الصالح فقد تجمَّل فدعوت له وعملت فيه قصيدة أنشدته إياها في مقام الخليفة بقاعة الذهب منها في صفة
1 / 74