إلا بالمذاكرة في انواع من العلوم الشرعية والادبية وفي مذاكرة وقائع الحروب مع أمراء دولته وكانت أحواله طورًا له وتارة عليه فمّما هو عليه فرط العصبية في المذهب ولو شرحت هذه الواحدة لكثرت وطالت واتسعت وعالت ومنها جمع المال واحتجانه وهذه هي غرامه وأشجانه ومنها الميل على جانب الجند وأضعافهم والقصّ من أطرافهم وأما التي له فكانت مرتاضًا قد شمّ أطراف المعارك وتميز على أجلاف الملوك الذين ليس عندهم إلا خشونة مجرّدة وكان شاعرًا محب الأدب وأهله ويكرم جليسه ويبسط أنيسه. وكان كرمه أقرب إلى الجزيل من الهزيل، ودخلت إليه ليلة السادس عشر من شهر رمضان سنة ست وخمسين وخمس مائة قبل أن يموت بثلاث ليال بعد قيامه من السماط ولم أكن رأيته من أول الشهر بليل فأمر لي بذهب وقال لا تبرح ودخل ثم خرج إلى وفى يده قرطاس قد كتب
1 / 48