وتصل الكراكي الرمادية من الشمال ذات رءوس صغيرة متعاظمة ومناقير قوية فعالة، ويستر ريش أسمر لامع حدبة ظهرها المنسجمة ليصل إلى ذنب أشد اغبرارا، وتنزل باتزان وتكتنفها أجنحتها الواسعة، وتظهر اللقالق بجانب الكراكي حضريين صغارا سودا وبيضا، وهي جليلة في طيرانها وإن لم تكن باهرة الجمال، ويبدو أبو ملعقة منهمكا بالقرب من الماء فيعبث بينه زمار الرمل والمطوق عن مرح، ويطير أسرابا فوق النهر مع انحراف عجيب لا يعدله أبدا، ويقال إنه يأتي من بروسية، وترى على حجارة أمام الكثبان ذعرة رائعة تشرب على جرعات صغيرة فيسبح أمامها إوز النيل ثقيلا غير ظريف كالمربيات الشائبات اللائي يتقدمن الطالبات من الفتيات.
ويستمر الإبيس المقدس على الدور فوق النهر ناشرا جناحيه نشرا ظريفا مادا عنقه مصوبا منقاره الأحجن
16
إلى السماء، وتبصر لدجاج الماء وللبط من كل لون ونوع مخابئ بين الأسل
17
على الضفاف، وتسبح هذه الطيور هادئة بين ذوي الوجاهة من أسرتها، ويطير الخطاف الذي لا يكل فوق الماء والحقول طول النهار مرتفعا بسهولة في السماء الزرقاء الفيروزية حيث الباشق يرتقب ساكنا إلى أن ينقض كالقضيب على فريسته، وتمر صقور صغار كالسهام الفضية فوق طاقات السنط على حين تصعد قرقرة القمر البرية من بين الغياض التي تحيط بها.
ويكردح
18
الشنقاب والنباح - وهما ذوا صوت مسل - على الأكثبة الضيقة حيث لا مكان لكبار الطير، ويخرج الهدهد من دغل
19
صفحه نامشخص