نیل: حیات نهر

کادیل زکیتر d. 1377 AH
125

نیل: حیات نهر

النيل: حياة نهر

ژانرها

13

وسنونو فيخلي مكانه مع الحذر لإخوانه الآتين من أوروبة ذاهبا إلى الجنوب، حتى إن ذا العرف من الكراكي لا يسر وقت الخريف بورد الكراكي الرمادية اللون التي تأكل من الحبوب ما لا تسمعه أذن بحجة نسل الريش، حتى إن الفلاح يفضل عليها الباز الذي يسير سيرا معقولا فيغتذي بالجراد.

وهكذا تعيش هذه المليارات من الطيور - التي هي شعوب حقيقية للقامات والقوات - بلا كفاح على مجرى النيل الأوسط وعلى مسافة ضيقة ضيقا نسبيا، وتلك هي حال فردوسية لدى الحيوان، ولدى الزنجي جزئيا، مفقودة لدى الإنسان الأبيض، ويذهب عن بال أنبياء حرب البطولة الذين يدعون طوعا إلى التنازع في سبيل البقاء ضمن الطبيعة أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يحارب جنسه الخاص على مقياس واسع، وهنالك يمكنهم أن يروا ما يسود تلك الأمم المحلية والغازية من اتفاق ومن بقاء اغتذاء بعضها بجانب بعض.

البردي.

والبجع مسل، فهو يصطاد ويأكل ويهضم مشتركا، والناظر يظن أنه يرى سورا أحمر أصفر من حجارة مدقوقة دقا غريبا، وهذه هي أصول بجع شبه نائم شبه جامد ملتوي العنق، ثم يتجلى لك بها حال أساتذة شيب بدن

14

يأخذون في الرحيل متمايلين، فطورا يبدون فلاسفة صامتين، وطورا يبدون مجادلين صاخبين، ويرفع البجع أكفه الكبيرة التي لها لون اللحم فيقترب من مكان يكون عمق الماء فيه قليلا ليدخر كتائب من السمك في حوصلته العظيمة تحت منقاره، شأن الأولاد الذين يجمعون توتا في جيوبهم فيأتون به إلى بيوتهم.

وينتصب الطوال

15

على أرجله وقورا في وسط النهر على رمل الجزيرات الذهبية أو على كلإ الضفاف، وإنه لكذلك إذ يتحرك تبعا لإشارة لم نشعر بها، وهنالك تحدث ضجة فيرتفع كسحاب ذي صوت لطيف، فتتألف خطوط مائلة ميلا خفيفا وتغيب داخل الأرض، ويتسلل خفية فوق رءوس السنط وفوق ذرا القصب اليابسة ويعود كما ذهب ويدور على محاله المفضلة ويهبط، والآن يظهر منتصبا على أرجله مجددا ساكنا كتماثيل من برونز.

صفحه نامشخص