وكان الخليفة قد يحل حسمه ، ولم يبق منه إلا رسمه ، وكان النصرابي يعالج بدنه بالمرطيات ، وينومه في موضع يهب عليه فيه الرياح من جميع الجهات .
فلما أيقن قايماز بالقتل، دبر شربه مسمومه على يدي ابن صفية الفسل وأمره أن يسقيها للخليفة مم يدخله الحمام، فانه لعجل له الحمام ،فحمله عدو الله قايمازاليه، وغلق عليه الابواب ، وأذاقه العذاب ، وهو يصيح ويستغيث ، لو كان له ملب أو مغيث حتى هلك يحر النار ، وقذ أحرز عند الله عقى الدار ، ولحق با بائه الأئمة الأطهار ، وهذا جزاء من يحكم خساس العبيد على دولته ، ويجعلهم أولي بطانته ودخلته . فكانت خلافته إحدى عشرة سنه وشهرا واحدا 9 م صارت الخلافة الى ابنه المستضىء بأمر الل بي محمدالحسن . بويع البيعة العامة بكرة بوم الأحد تاسع شهر ربيع الاخر ، سنة ست وستين (9140م) فاستضاءت الدنيا بببعته وهاحر الناس الى بغداد لعدله وحسن سيرته ،ولاحت أعلام الهدى ، وأمن الناس من الردى .
وأمر باطلاق المسحونين ، وكانو بحوا من سبعمائه رحل . وفرق أموالا جسيمة حتى عم أكثر الناس فضله، وغمرهم حوده وطوله ، وأمر باسقاط الخراج المحد د والضرائب والمكوس، وأمر بتفرقة الخلع والثياب النفسه على أكثرالناس من الأشراف والفقهاء والعلماء والغرباء ، فرد الشريد ، وأغنى الفقير ون لخائف ، وطيب الله ذكره ، وأعلى أمره .
صفحه ۱۵۹